الشرط الثاني:
التواضع للعلم، فحيث علم العلم قصده، وممن سمعه أخذه، "فالحكمة ضالّة المؤمن" (١) ولا تستصغر كلمة، فإنه من تكبّر على العلم ذهب عنه، فإن:

العلم حرب للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي (٢)
الشرط الثالث:
التواضع للمعلم، حتى لو تحقق خطؤه، فليعظمه، فلو لم يكن إلاَّ فضل المتقدم والتجربة، ألا ترى إلى حديث موسى والخضر (٣).
ويلزمه أن يعتقد له حق أبيه قال النبي - ﷺ -: "إنَّمَا أنَا لَكمْ مِثْل الوَالِدِ لِوَلَدِهِ أعلمكم" (٤)، والمعلم خير من الأب.
الشرط الرابع:
ألاَّ يخالف معلمه فيما يشير به عليه إن ظهر إليه غيره.
فاوضت يوماً الطوسي في ذكر تآليفه، فأعرض عن بعضها، ثم نظرت
(١) روي هذا الأثر بألفاظ مختلفة فهو عند الترمذي في العلم رقم: ٢٦٨٨، وقال عنه: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، أما الشيخ عبد القادر الأرناؤوط فقد ضعفه في جامع الأصول: ٨/ ٩، وهو عند ابن ماجه في الزهد رقم: ٤٢٢١ وعلق عليه الشيخ د. محمد مصطفى الأعظمي فقال: إسناده ضعيف، انظر: السخاوي: المقاصد الحسنة: ١٩١، الزرقاني مختصر المقاصد: ٩٩، العجلوني كل الخفا: ١/ ٣٦٣، الشوكاني: الأسرار المرفوعة: ٢٨٤.
(٢) هذا البيت أورده الغزالي ولم ينسبه، ميزان العمل: ٣٤٤، الإحياء: ١/ ٥٠.
(٣) انظر قصة موسى والخضر عليهما السلام في البخاري كتاب العلم: ١/ ٢٦، ومسلم في الفضائل رقم: ٢٣٨٠، والترمذي في التفسير رقم: ٣١٤٨، وابن جرير الطبري في تفسيره: ١٥/ ٢٧٨ - ٢٧٩، والبغوي في تفسيره: ٤/ ١٣٩ (بهامش الخازن) والبيهقي في الأسماء والصفات: ١١٦ - ١١٧.
(٤) أخرجه بهذا اللفظ من حديث طويل ابن ماجه في أبواب الطهارة رقم: ٣١٧ (ط: الأعظمي) وانظر مسند أحمد ٢/ ٢٥٠، وأبا داود في الطهارة: ١/ ٢ (ط: أحمد سعد علي).


الصفحة التالية
Icon