ولعل من المفيد أن نستعرض هؤلاء الأئمة الذين اختارهم ابن مجاهد، حسب ترتيب الإمام الشاطبي لهم في (حرز الأماني)، وحسب ترتيب ابن الجزري لهم في طيبة
النشر:
الأول: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي: اختلف في كنيته، فقيل: أبو رويم، وقيل: أبو محمد، وقيل: أبو الحسن. قال نافع: (قال لي أستاذي أبو جعفر: قد عرفنا اسمك، فما كنيتك؟ فقلت: إن أبي سماني نافعاً، ترى أن تكنيني؟ فقال: أنت وجهك حسن، وخلقك حسن، وقراءتك حسنة، وأنت أبو الحسن) (١)، إمام أهل المدينة في القراءة، قرأ على سبعين من التابعين، وأقرأ الناس دهراً طويلاً. قال عنه الإمام مالك: نافع إمام الناس في القراءة، (ت ١٦٩ هـ) (٢).
الثاني: عبد الله بن كثير، بن عمرو، بن عبد الله، بن زاذان، عبد المطلب الداري المكي، أبو معبد، وقيل أبو محمد، وقيل أبو بكر، وقيل: أبو عباد، وقيل: أبو المطلب، إمام أهل مكة في القراءة، تصدر للإقراء وصار إمام أهل مكة في ضبط القرآن. كان فصيحاً بليغاً، قال عنه الأصمعي: كان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد بن جبر، وما زال هو الإمام المجمع عليه بالقراءة حتى مات سنة (١٢٠ هـ) (٣)

(١) ينظر ترجمته في: وفيات الأعيان ٥/ ٣٦٨ - ٣٦٩، وسير أعلام النبلاء ٧ / ٣٣٦ - ٣٣٨، وغاية النهاية ٢ / ٣٣٠، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٤٠٧ - ٤٠٨، وشذرات الذهب ١ / ٢٧٠، وغاية الاختصار في قراءات العشرة أئمة الأمصار ١ / ١٢، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٠٧
(٢) ينظر: غاية النهاية ٢ / ٣٣٠، معرة القراء الكبار ١/ ١٠٨
(٣) ينظر ترجمته في هداية القاري / ٢٨، ووفيات الأعيان ٣ / ٤١ - ٤٢، وسير أعلام النبلاء ٥ ٣١٨ - ٣٢٢، وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٧، وشذرات الذهب ١ / ١٥٧.


الصفحة التالية
Icon