فكان هؤلاء الذين يقتلون أولادهم يخاطئون الحق والعدل) (١).
وقال ابن مالك:
لفاعل: الفعال، والمفاعله... وغير ما مر السماع عادله
أي: كل فعل على وزن فاعل فمصدره فاعل فعالاً ومفاعلة، مثل ضارب ضراباً ومضاربة، وقاتل قتالاً ومقاتلة، وخاصم خصاماً ومخاصمة (٢).
فهل يجوز لأحد أن يرد قراءة لأنه لا يعرف وجهها في العربية؟ أو يردها لأن استعمالها في العربية عن طريق السماع، ولم يصل إليه ذلك السماع؟ أو يردها لأنها تستعمل في العربية على قلة؟. إن هناك ألفاظ فصيحة وهي كثيرة جداً لم يستعملها العرب، فنزل بها القرآن، فظن بعض النحاة أن هذه القراءة على لغة ليست فصيحة.
مثال (٧) : قال تعالى: (ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون) (٣).
قرأ ابن عامر بفتح الهمزة (أنهم)، وقرأ الباقون بكسرها (إنهم) (٤).
* التلحين:
استبعد هذه القراءة أبو عبيد، وأبو حاتم، قال أبو حيان: (واستبعد أبو عبيد وأبو حاتم قراءة ابن عامر، ولا استبعاد فيها لأنها تعليل للنهي، أي لا تحسبنهم فائتين لأنهم لا يعجزون، أي لا يقع منك حسبان لفوتهم، لأنهم لا يعجزون، أي لا يفوتون) (٥).
الرد: وجه الصواب في هذه القراءة على تقدير اللام، وهو متعلق بما قبله تعلق المفعول له، والتقدير لا يحسبن الذين كفروا سبقوا لأنهم لا يفوتون (٦).
جاء في الكشاف: (وقرئ بالفتح بمعنى: لأنهم، كل واحدة من المكسورة والمفتوحة تعليل، إلا أن المكسورة على طريقة الاستئناف، والمفتوحة تعليل صريح) (٧).
(٢) ينظر: شرح ابن عقيل ٣ / ١٣١
(٣) سورة الأنفال / ٥٩
(٤) السبعة / ٣٠٨، والكشف عن وجوه القراءات ١ / ٤٩٤، والنشر في القراءات العشر ٢ / ٢٧٧، ومصحف القراءات العشر المتواترة / ١٨٤
(٥) البحر المحيط ٥ / ٣٤٢
(٦) الموضح في وجوه القراءات ٢ / ٥٨٢
(٧) الكشاف ٢ / ٢١٩