﴿قَدَمِ صِدْقٍ﴾ (يونس: ٢) و ﴿مُبَوَّأَ صِدْقٍِ﴾ (يونس: ٩٣) و ﴿مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾ (الإسراء: ٨٠) و ﴿مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ (الإسراء: ٨٠) و ﴿لِسَانَ صِدْقٍ﴾ (مريم: ٥٠) و ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾ (القمر: ٥٥)، وفي خمسين موضعًا يعبّر بالصادقين، فترى ألوانًا كثيرة من القضايا والأشخاص يطلب فيها الصدق فيما تقول، أو تفعل.
وكما وصف الله الرجال بالصدق وصف النساء فقال: ﴿وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ﴾، وفي أفعل التفضيل لا ترد هذه الكلمة أصدق إلا وصفًا لله -عز وجل- وذلك في موضعين، وهما في سورة "النساء" في قوله ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا﴾ (النساء: ٨٧)، وفي قوله ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا﴾ (النساء: ١٢٢).
ومن مادة الصدق جاءت الصدقة مفردة في خمسة مواضع، وجمعًا في ثمانية مواضع، والصدقة يخرجها صاحبها طواعية؛ رغبة في ثواب الله فدلَّت على صدق إيمانه، كما أتت كلمة صدقات -بضم الدال- بمعنى إعطاء المهر للزوجة، وهو ليس ثمنًا لها؛ إنما هو عنوان صدق الرجل في زواجه من هذه الفتاة أو المرأة، والصديق سُمي صديقًا لصدقه في مودة أخيه ومحبته، وقد ذُكرت الكلمة في موضعين في "النور" في جملة من يباح للمؤمن أن يأكل من بيته دون حرج، كما قال تعالى: ﴿أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ﴾ (النور: ٦١)، وفي "الشعراء" في تمنّي الكافرين أن يكون لهم صديق مخلص يشفع لهم عند الله قال تعالى: ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ (الشعراء: ١٠٠، ١٠١).
وقد رأينا ما تعنيه كلمة الصديق، وقد وصف الله بها الأنبياء إبراهيم وإدريس ويوسف -عليهما السلام-، وكانوا من جملة من أنعم الله عليهم، كما وُصفت بهذه الصفة السيدة مريم، والمصدق الذي يقرّ ما سمع ويعترف به، وذلك في عشرين آية تُبيّن أن القرآن مصدق لما بين يديه من الكتب المنزلة، وكل كتاب جاء


الصفحة التالية
Icon