ومع كل هذه التوجيهات بدءًا من التربية الإيمانية للبيوت وفي البيوت، ووصولًا إلى عش الزوجية، بكل ما يُفترض فيه من الدفء والحنان والمودة والرحمة والسكن، إلا أن طبائع البشر المختلفة قد تؤدي إلى التصادم وعدم الاتفاق، وفي كل يوم بل ربما في كل ساعة يزداد التباعد بين الزوجين، ويشعل الشيطان في القلوب نيران الكبرياء.
فلا يتنازل أحد الزوجين عن رأي رآه، بل يرى في تنازله وعفوه وتسامحه مساسًا بكرامته، فقد وصل الأمر بينهما إلى حال من البغض والكراهية، جعل كل منهما يسهر الليل يفكر في الانتقام من صاحبه؛ إذ لم يعد يطيق رؤيته، فلم تعد الزوجة تنفذ لزوجها أمرًا، أو تؤدي له واجبًا، أو تهتم ببيتها وأبنائها، إنها دائمة الصراخ لا تهدأ ولا يقر لها قرار، والزوج نافر منها هاجر لها، يكره أن يراها، إن دخل البيت دخله لوقت قصير، ثم خرج يبحث عن راحته وأنسه في الشوارع، وربما على المقاهي، وربما اصطادته امرأة أخرى فتزوجها فأضاف لمشكلته مشكلات.
الحلول القرآنية للمشكلات الزوجية
فماذا في منهجنا القرآني من حلول لهذه المشكلات؟:
أولًا: في بداية هذه الحلول: تأصيل الثقافة الإسلامية في موضوع العلاقة الزوجية، والتذكير بما تقتضيه هذه الثقافة في وقت الأزمات، فقد يسيطر الغضب على عقل الزوج، فينسيه ما علم من هدي ربه وهدي رسوله، حتى يقع في المحذور، وخلاصة ما يجب أن يدركه الزوج أن المرأة خلقت من ضلع أعوج. وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن المرأة خلقت من ضلع، لم تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمه كسرته، وكسرها طلاقها)).


الصفحة التالية
Icon