إلى غير ذلك من الأحاديث التي تجمع بين قلوب الزوجين على طاعة الله ومحبته، ومع هذه التوجيهات النورانية قد يغلب الشيطان الزوجين، فيزرع في قلبيهما البغض والكراهة، ويبدأ هذا البغض بكلمات وأفعال كان يمكن تجاوزها، إلا أن الشيطان يسكب عليها من وساوسه ما يشعل فيها النيران، حتى تكاد تحرق هذا البيت وما فيه ومن فيه.
يروي الإمام مسلم بسنده عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئًا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت فيلتزمه)).
هذا إذًا هو الشيطان اللعين الذي يحاول أن يهدم البيوت المتحابة، وهنا تكون حكمة كل من الزوجين في مثل هذا الحال، وقد وضع القرآن خطة محكمة، لو أحسن تنفيذها كل من الرجل والمرأة لتم القضاء على بذور الشقاق والخلاف، وهذه الحال هي التي تعرف بالنشوز، نشوز الزوجة ونشوز الرجل، فكل منهما يأبى أن يعطي حق صاحبه ويتعالى عليه.
فلنبدأ بخطة القرآن في علاج نشوز المرأة، وفيها يقول ربنا: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾ (النساء: ٣٤، ٣٥).
ونشير إلى نشوز الزوج إلى أن نعود إليه، ذلكم ما جاء في