تغيرات الأزمنة والأمكنة، بل إن هذا كله لا يعقل أن يصدر إلّا من كائن أزلي له حكمة وإرادة".
ويقول: "إن من المحقق أن الحركات الحالية للكواكب لا يمكن أن تنشأ من فعل الجاذبية العامة؛ لأن هذه القوى تدفع الكواكب نحو الشمس، فيجب لكي تدور هذه الكواكب حول الشمس أن توجَد يد إلهية تدفعها على الخط المماس لمداراتها".
ويقول: "يجب وجود سبب عرف هذه المواد، وقارن بين كميات المادة الموجودة في الأجرام السماوية المختلفة، وأدرك ما يجب أن يصدر منها من القوة الخارقة، وقدّر المسافات المختلفة، وأدرك ما يجب أن يصدر منها من القوة الخارقة، وقدّر المسافات المختلفة بين الكواكب والشمس، وبين توابعها، وقدّر السرعة التي يمكن أن تدور بها هذه الكواكب وتوابعها حول أجسام تصلح أن تكون مركزًا لها".
ويقول: "كيف تكونت أجسام الحيوانات بهذه الصناعة البديعة، ولأيّ المقاصد وضعت أجزاؤها المختلفة، وهل يعقل أن تصنع العين الباصرة بدون علم بأصول الإبصار ونواميسه، والأذن بدون إلمامٍ بقوانين الصوت، كيف يحدث أن حركات الحيوانات تتجدّد بإرادتها، ومن أين جاء هذا الإلهام الفطري في نفوس الحيوانات، فهذه الكائنات كلها في قيامها على أبدع الأشكال وأكملها، ألَا تدل على وجود إله منزَّه عن الجسمانية، حيّ حكيم، موجود في كل مكان، يرى حقيقة كل شيء في ذاته، ويدرك أكمل إدراك".
هذا بعض ما قاله هؤلاء العلماء، وآيات القرآن وهي تعرض عجيب صنع الله في خلقه، إنما ترشد هؤلاء الحيارى الذين يعيشون في الأوهام، إلى أنّ من صنع ذلك لا بد أن يكون إلهًا موجودًا،