دخل ضيف للمبيت فليعرّفه صاحب المنزل عند الدخول القبلة وبيت الماء وموضع الوضوء، كذلك فعل مالك بالشافعي -رضي الله عنهما- وغسل مالك يده قبل الطعام قبل القوم وقال: الغسل قبل الطعام لرب البيت أولى؛ لأنه يدعو الناس إلى كرمه فحكمه أن يتقدم بالغسل، وفي آخر الطعام يتأخر بالغسل لينتظر أن يدخل من يأكل فيأكل معه.
هذه بعض آداب الحضور التي ذكرها الإمام الغزالي.
وذكر لنا أيضًا في إحضار الطعام قال: له آداب خمسة:
أولها: تعجيل الطعام، فذلك من إكرام الضيف فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)) ومهما حضر الأكثرون وغاب واحد أو اثنان وتأخروا عن الوقت الموعود فحق الحاضر في التعجيل أولى من حق أولئك في التأخير، إلا أن يكون المتأخر فقيرًا أو أن ينكسر قلبه بذلك؛ فلا بأس في التأخير.
الثاني: ترتيب الأطعمة بتقديم الفاكهة أولًا إن كانت فذلك أوثق في الطب فإنها أسرع استحالة، فينبغي أن تقع في أسفل المعدة، وفي القرآن تنبيه على تقديم الفاكهة في قوله تعالى: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُون﴾ ثم قال: ﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ (الواقعة: ٢١) فهذه في الحقيقة ملاحظة طيبة، ثم أفضل ما يقدم بعد الفاكهة اللحم والثريد... إلى آخر ما ذكر في هذا.
الثالث: أن يقدم من الألوان ألطفها حتى يستوفي منها من يريد، ولا يكثر الأكل بعده.
الرابع: ألا يبادر إلى رفع الألوان قبل تمكنهم من الاستيفاء حتى يرفعوا الأيدي عنها، فلعل منهم من يكون بقية ذلك اللون أشهى عنده مما استحضروه أو بقيت فيه حاجة إلى الأكل فيتنغص عليه بالمبادرة.