بهذا يتبين أن هذه القصة الحق فيها واضح، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل َّ فه ربه أن يخبر بهذا؛ لكي يبطل عادة التبني، وعادة حرمة زواج زوجة المتبنى، وهذا مقرر في الشرائع السابقة كما نطقت الآية القرآنية المباركة.
قصة "إرم ذات العماد"
الآيات: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾ (الفجر: ٦ - ٨) بعض المفسرين ذكر إن إرم ذات العماد مدينة عظيمة، قصورها من الذهب والفضة، أساطينها من الزبرجد والياقوت، وفيها أنواع الأشجار والحدائق وأصناف ال أشجار والأنهار، انظر تفسير الن س في، و (قصص الأنبياء) للثعلبي، و (الكشاف)، والكتب الأخر ى التي توس َّ عت في ذكر هذه الإسرائيليات في قصة إرم ذات العماد.
وقوم عاد كانوا أشد الناس في الأرض، مما لا يخف ى أن الله - عز وجل - ذكر عنهم أنهم قالوا: ﴿م َ ن ْ أ َ ش َ د ُّ م ِ ن َّ اق ُ و َّ ة ً﴾ استفهام (فصلت: ١٥) وأن القرآن الكريم لم ينكر عليهم هذا، فالقران الكريم ما قال: إ نهم ليسوا أقوى الناس في الأرض، وإنما انتقل إلى شيء آخر فبعدما قالوا في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ (فصلت: ١٥) قال الله -جل وعلا- بعدها: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ (فصلت: ١٥) كانوا قوم عمالقة أقوياء، نعم، وقوم عاد، وقوم ثمود، وقوم فرعون ذكروا في هذه السورة؛ لأنهم طغوا في البلاد.