والآيات في هذا واضحة، قال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (البقرة: ٢٤٨).
نعرف أن بني إسرائيل قال لهم نبيهم: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: ٢٤٧). ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ﴾.
ذكر العلامة ابن جرير والثعلبي والبغوي والقرطبي وابن كثير، والسيوطي في كتابه (الدر)، وغيرهم في تفسيرهم كثير من الأخبار عن الصحابة والتابعين، وعن وهب بن منبه وغيره من مسلمة أهل الكتاب، وعندما نقول: "مسلمة أهل الكتاب" نَصِفُ الذين دخلوا من أهل الكتاب في الإسلام وأسلموا، وطبعًا منهم من كان ينقل أخبارًا لا يقصد أن يدسّ في ثقافة المسلمين؛ إنما ينقل من أخبارهم، فورد عن وهب بن منبه وغيره من مسلمة أهل الكتاب في وصف التابوت، وكيف جاء، وعلام يشتمل، وعن السكينة وكيف صِفتها؟ كل هذا ورد في أشياء كثيرة نحكيها باختصار، مع أنني قرأت في (معالم التنزيل) للإمام البغوي في هذا التابوت وفي داود وجالوت وطالوت روايات إسرائيلية أكثر من ثلاث عشرة صفحة.
ذكروا في شأن التابوت أنه كان من خشب الشمشات، ونحوًا من ثلاثة أذرع في ذراعين. كلمة الشمشاد أو الشمساد نوع من أنواع الخشب الجيد، كان عند آدم إلى


الصفحة التالية
Icon