أن مات، كلها أخبار، ثم عند شيث، ثم توارثه أولاده إلى إبراهيم، ثم كان عند إسماعيل، ثم يعقوب، ثم كان في بني إسرائيل، إلى أن وصل إلى موسى عليه السلام. فكان يضع فيه التوراة ومتاعًا من متاعه، فكان عنده إلى أن مات ثم تداوله أنبياء بني إسرائيل إلى وقت شمويل، وكان عندهم حتى عصوه فغلبهم عليه العمالقة، وهذا الكلام وإن كان محتملًا للصدق والكذب، لكننا في غُنية عنه، ولا يتوقف تفسير الآية عليه، أين كان؟ وكم كان مقداره؟ ومَن الذي توارثه من آدم إلى شيث إلى إبراهيم إلى إسماعيل إلى يعقوب؟ كل هذا كلام لا يُسمن ولا يغني من جوع.
وقال بعضهم: إن التابوت إنما كان في بني إسرائيل ولم يكن من عهد آدم -عليه السلام - وأنه الصندوق الذي كان يحفظ فيه موسى -عليه السلام- التورا ة، ولعل هذا أقرب إلى الحق والصواب كما قال شيخنا الشيخ أبو شهبة.
وكذلك أكثروا من النقل في السكينة، فروي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "هي ريح خجوج وهفافة لها رأسان، ووجه كوجه الإنسان". الريح الخجوج: هي التي تمر كثيرًا شديدة المرور من غير استواء، ولكن تأمل كيف يكون للريح رأسان، ووجه كوجه الإنسان، كل هذا إسرائيليات!!
وورد عن مجاهد أنه قال: السكينة حيوان كالهِر -يعني: كالقط- له جناحان وذنب، ولعينيه شعاع إذا نظر إلى الجيش انهزم، وقال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه: السكينة رأس هرة ميتة إذا صرخت في التابوت بصراخ هِر أيقنوا بالنصر. وهذا من خرافات بني إسرائيل وأباطيلهم. وعن وهب بن منبه قال: السكينة روح من الله تتكلم إذا اختلفوا في شيء تتكلم، فتخبرهم ببيان ما يريدون. وعن ابن عباس: "السكينة: قسط من ذهب، كانت تُغسل فيه قلوب الأنبياء أعطاه الله موسى -عليه السلام".


الصفحة التالية
Icon