روي عن ابن عباس أنه قال: "جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت، والناس ينظرون". ورُوي عن السدي: أصبح التابوت في دار طالوت فآمنوا بنبوة شمعون، وأطاعوا طالوت، وقال الحسن: كان التابوت مع الملائكة في السماء فلما ولي طالوت المُلكَ حملته الملائكة. سبحان الله!! هذا مع أنهم رووا -كما سلف- أنهم لما عصوا وأفسدوا غلبتهم العمالقة، فأخذوا التابوت. الرواية عن الحسن: فلما ولي طالوت الملك حملته الملائكة ووضعته بينهم، وقال قتادة: بل كان التابوت في التيح خلَّفه موسى عند يوشع بن نون، فبقي هناك حتى حملته الملائكة ووضعته في دار طالوت فأقروا بمُلكِه.
وذكر غير هؤلاء: أن التابوت كان بأريحاء، وكان الذين استولوا عليه وضعوه في بيت آلهتهم تحت صنمهم الأكبر، فأصبح التابوت على رأس الصنم، فأنزلوه فوضعوه تحته، فأصبح كذلك، فسمروه تحتهم فأصبح الصنم مكسورَ القوائم مُلقًى بعيدًا، فعلموا أن هذا أمر من الله لا قِبل لهم به، فأخرجوا التابوت من بلدهم، فوضعوه في بعض القرى، فأصاب أهلها أمراض في رقابهم. هذه كلها إسرائيليات.
وقيل: بل جعلوه في مخرأة قوم لهم -المكان الذي يذهبون إليه للغائط- فكان كل من تبرز هناك أصيب بالناصور وقيل: بالباصور، فتحيروا في الأمر فقالت لهم امرأة كانت عندهم من سبي بني إسرائيل من أولاد الأنبياء: لا تزالون ترون ما تكرهون، ما دام هذا التابوت فيكم، فأخرجوه عنكم، فأتوا بعجلة بإشارة تلك المرأة وحملوا عليها التابوت، ثم علقوها على ثورين وضربوا جنوبهما، فأقبل الثوران يسيران، ووكل الله بهما أربعة من الملائكة يسوقونهما، فأقبلا حتى وقفا على أرض بني إسرائيل، فكسروا نَيريهما -ما يوضع على رقبة الثور عند الحرف، والجر بالجر -.


الصفحة التالية
Icon