وقال الحسن: كانت الألواح من خشب، وقال الكلبي: كانت من زبرجدة خ ض راء، وقال سعيد بن جبير: كانت من ياقوت أحمر، وقال الربيع: كانت الألواح من برد؛ أي: ثوب مختلط.
هذا كلام نراه متناقض، ومع ذلك قال ابن جريج: كانت من زمرد أمر الله جبريل حتى جاء بها من عدن وكتبها بالقلم الذي كتب به الذكر، واستمد من نهر النور، وقال وهب: أمر الله بقطع الألواح من صخرة صماء لينها الله له فقطعها بيده، ثم شققها بيده، وسمع موسى صرير القلم بالكلمات العشر، وكان ذلك في أول يوم من ذي القعدة، وكانت الألواح عشرة أزرع على طول موسى.
وقال مقاتل ووهب في قوله: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ﴾ قال: كنقش الخاتم، وقال الربيع بن أنس: نزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير يُقرأ الجزء منه في سنة لم يقرأها إلا أربعة نفر؛ موسى، ويوشع، وعزير، وعيسى؛ سبحان الله يُعلق على هذا الكلام صاحب كتاب شيخ أبو شهبه كيف يقبل عقل أنها حِمل سبعين بعير ًا، وإذا لم يقرأها إلا أربعة فلماذا أنزلها الله - سبحانه وتعالى -؟
انظر حقيقة هذه الروايات التي لا يقبلها عقل، فن قول ن علق على هذا الكلام: وكل هذه الروايات المتضاربة التي يرد بعضها بعضًا مما نحيل أن يكون مرجعها المعصوم -صلى الله عليه وسلم -، وإنما هي من إسرائيليات بني إسرائيل، حمل ها عنهم بعض الصحابة والتابعين بحسن نية، وليس تفسير الآية متوقفًا على كل هذا الذي رووه، والذي يجب أن نؤمن به أن الله -سبحانه وتعالى- أنزل الألواح على موسى وفيها التوراة، أما هذه الألواح مما صنعت وما طولها وما عرضها، وكيف كتبت فهذا لا يجب علينا الإيمان به، والأولى عدم البحث فيه؛ لأن البحث فيه لا يؤدي إلى


الصفحة التالية
Icon