وبدأ الكفار يتندرون ببعض الآيات، لما نزلت: ﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ﴾ (الدخان: ٤٣ - ٤٥) إلى آخر الآيات: ﴿طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾ (الصافات: ٦٥) بدأ الكفار يتندرون ويتكلمون حول الآيات عن شجرة الزقوم.
ولما نزل قول الله -جل وعلا-: ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ (المدثر: ٣٠) عن النار، بدءوا يتكلمون ويسخرون من هذا الكلام، وهذه الآيات.
كما تندر اليهود لما نزل قول الله -جل وعلا-: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًاَ﴾ (البقرة: ٢٤٥) بدءوا يتكلمون: الله يريد القرض؟ الله فقير؟ وأخذوا يثيرون الشبهات، وأنزل الله -جل وعلا- ردًّا على افتراءاتهم: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ (آل عمران: ١٨١).
آيات من هذا النوع كانت تنزل لهم، وتعلن عليهم واقعًا وحقائق، لكنهم الكفر يملأ جوانحهم، والحقد على الإسلام وعلى القرآن، الذي حطم أصنامهم، ورفع التوحيد راية عالية، بدءوا يثيرون الشُّبه، والدخيل، والأباطيل حول هذه الآيات.
المصدر الثاني لنشأة الدخيل في العهد النبوي الكريم، سواء كان من الالتباس أو سوء فهم لبعض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو كانت لبعض الفرق التي حسبت على الإسلام، وظهر آثارها بعد ذلك:
هناك من غير سوء قصد، كان هناك لبس، تعجل بعض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند بعض الآيات، لما نزل قول الله -جل وعلا-: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ (البقرة: ١٨٧) لم تكن