وزعموا أن للقرآن ظاهرًا وباطنًا، وأن النص الظاهري هذا علم العوام، وأن العلم الباطني هو العلم الحقيقي اللدني، ووصلت بهم الشطحات أن فضلوا أتباعهم على الأنبياء، وكانوا يقولون: أنتم تتلقون علومكم عن البشر، ونحن نتلقى علومنا عن الله -سبحانه وتعالى-. كلام دخيل على الإسلام، ومدسوس على شريعة الله -سبحانه وتعالى-.
أرادوا بذلك أن يتحللوا ويتخلصوا من شريعة الإسلام، وأن يقضوا على تفسير القرآن التفسير الصحيح، فمالوا بذلك إلى تفاسير فاسدة، وفرقة الباطنية هذه اتسع أتباعها، وتلونت في كل وقتٍ ومكانٍ حتى نرى منها فرق: البابية، والبهائية، والقاديانية، كما وجدنا فرقًَا تتلون بأسماء مستحدثة في عالمنا الذي نعيشه.
كل هؤلاء، أقوالهم، تفسيرهم، اجتهاداتهم، كلها تعتبر دخيلًا على تفسير القرآن الكريم.
وأخيرًا نقول:
إن هناك نوعًا آخرَ ظهر على أيدي بعض العلماء، أو أرادوا يوفقوا بين نصوص القرآن وبين النظريات العلمية واكتشافات العلم الحديث، كلما ظهرت نظرية أو كلما وجدوا إعجازًا علميًّا قالوا: إن القرآن تحدَّث عنه، ودعا إليه، وحملوا آيات القرآن ما لا تحتمل، فهؤلاء تحت زعم الإعجاز العلمي للقرآن ظهر في توفيقهم للآيات كثير من التعسف، كثير من تحميل القرآن ما لا يتحمله، فهذا لون من ألوان الدخيل في تفسير القرآن الكريم.
بعد هذا اتسع نطاق هذه الفِرق، كثر أتباعها، زاد تعصبها، حتى إننا أصبحنا نجد هذه الفرق بأتباعها وتابعيها تشمِّر عن سواعدها، وتسخر كل طاقاتها، سواء المشركون، سواء الأحقاد من الفرق الضالة، أو سواء من الصوفية أو سواء من


الصفحة التالية
Icon