مضي رواه عن الصحابة والتابعين ما لا يليق بمقام الأنبياء، واختلقوا على النبي -صلي الله عليه وسلم- زورًا، وقوّلوه ما لم يقله؛ قال صاحب (الدُّر) وأخرجه الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في (شُعب الإيمان) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما جمع الملك النِّسوة قال لهن: انتن ﴿رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ (يوسف: ٥١)، قال يوسف: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ فغمزه جبريل -عليه السلام- فقال: ولا حين هممت به، قال: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ (يوسف: ٥٣) هذا كلام لا يقبل لا عقلًا ولا شرعًا؛ وانظر إلى كلام النسوة: ﴿قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ﴾ (يوسف: ٥١)، وانظر اعتراف المرأة صاحبة القصة ﴿قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ -أي: ظهر- ﴿أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾.
أما نسبه هذا القول: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ نسبته إلى يوسف وما زادوه من أنّ جبريل جاءه وكلمه، وقال: ولا حين هممت به، هذا كلام مدسوسٌ يَقينًا. أخرج ابن جرير عن مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد، والسُدي مثل هذا الكلام.
وأخرج الحاكم في (تاريخه) وابن مردويه والديلمي عن أنس -رضي الله عنه- أنّ رَسول الله -صلي الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ قال: "لما قال يوسف ذلك قال له جبريل -عليه السلام-: ولا يوم هممت بما هممت به؛ فقال: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ ".
قال: وأخرج ابن جرير عن عكرمة مثله وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن حكيم بن جابر في نفس الآية قال جبريل: "ولا حين حللت السراويل" إلى


الصفحة التالية
Icon