أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِين * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِين * فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِين} (المائدة: ٢٧ - ٣١) إلى آخر الآيات.
ننتقل بعد ذلك إلى ما نسب إلى آدم -عليه السلام- ونختصر القول في ذلك؛ نُسب إلى آدم من قول الشعر أيضًا كلام.
من الإسرائيليات؛ ما رواه ابن كثير في (تفسيره) وما ذكره السيوطي في (الدر) من أن آدم لما قتل أحد ابنيه الآخر مكث مائة عام لا يضحك حزنًا عليه؛ فأتى على رأس المائة فقيل له: حياك الله وبياك، وبُشر بغلام؛ فعند ذلك ضحك.
وكذلك ما ذكره من أن آدم -عليه السلام- رثى ابنه بشعر؛ روى ابن جرير عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: لما قتل ابن آدم آخاه بكى آدم فقال:
تغيرت البلاد ومن عليها | فوجه الأرض مغبر قبيح |
تغير كل ذي لونٍ وطعم | وقل بشاشة الوجه المليح |
تنحَّ عن البلاد وساكنيها | فبي في الخلد ضاق بك الفسيح |
وكنتَ بها وزوجك في رخاء | وقلبك من أذى الدنيا مريح |
فما انفك مكايدتي ومكري | إلى أن فاتك الثمن الربيح |