سبحان الله! كلام مذكور في الكتب، وقد طعن في نسبة هذه الأشعار إلى نبي الله آدم الإمام الذهبي في كتابه (ميزان الاعتدال) وقال: إن الآفة فيه من المخرمي أو شيخه. انظر كتاب (ميزان الاعتدال).
وما الشعر الذي ذكروه إلا منحول مختلق؛ فالأنبياء لا يقولون الشعر، وصدق الزمخشري حيث قال: روي أن آدم مكث بعد قتل ابنه مائة سنة لا يضحك، وأنه رثاه بشعر -وهو كذب بحت- وما الشعر إلا منحول ملحون، وقد صح أن الأنبياء معصومون من الشعر. (انظر تفسير الكشاف).
وقد قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِين﴾ (يس: ٦٩). وقال الإمام الألوسي في (تفسيره): وروي عن ميمون بن مهران عن الحبر ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: من قال إ ن آدم -عليه السلام- قد قال شعرًا فقد كذب؛ إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء كلهم في النهي عن الشعر سواء؛ ولكن لما قتل قابيل هابيل بكاه آدم بالسريانية؛ فلم يزل ينقل حتى وصل إلى يعرب بن قحطان وكان يتكلم بالعربية والسريانية؛ فقدم فيه وأخر وجعله شعرًا عربيًّا، وذكر بعض علماء العربية أن في ذلك لحنًا وإقواءً وارتكاب ضرورة، والأولى عدم نسبته إلى يعرب لما فيه من الركاكة الظاهرة. انظر تفسير (روح المعاني) للعلامة الألوسي.
يقول شيخنا الدكتور محمد أبو شهبة: والحق أنه شعر في غاية الركاكة، والأشبه أن يكون هذا الشعر من اختلاق إسرائيلي ليس له من العربية إلا حظ قليل، أو قصاص يريد أن يستولي على قلوب الناس بمثل هذا الهراء.
انتهينا مما نسب إلى آدم من قول الشعر بقي لنا في حق آدم جزئية أخرى في غاية الأهمية؛ ألا وهي: