ما نسب إليه -عليه الصلاة والسلام- من الشرك له ولحواء في قوله -تبارك وتعالى-: ﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُون﴾ (الأعراف: ١٩٠):
هنا موقف آخر لآدم -عليه السلام- ففيه إسرائيليات وردت، وهذه الآية كثُر فيها القو ل مما ينسب إلى آدم وهو رسول معصوم كسائر الرسل.
فمن الروايات التي لا تصح ومرجعها إلى الإسرائيليات: ما ذكره بعض المفسرين عند تفسير قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِين * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُون﴾ (الأعراف: ١٨٩، ١٩٠).
وهذه الآية تعتبر من أشكل الآيات في القرآن من حيث إ ن ظاهرها يدل على نسبة الشرك لآدم وحواء؛ وذلك على ما ذهب إليه جمهور المفسرين من أن المراد بالنفس الواحدة: نفس آدم -عليه السلام- وبقوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾: حواء -رضي الله عنها- وقد أوَّل العلماء المحققون الآية تأويلًا صحيحًا يتفق وعصمة الأنبياء في عدم جواز إسناد الشرك إليهم -عليهم الصلاة والسلام- كما سنبين ذلك -إن شاء الله.
الحديث المرفوع والآثار الواردة في هذا:
وقد زاد الطين بلة ما ورد في الحديث المرفوع وبعض الآثار عن بعض الصحابة والتابعين في تفسير قوله: ﴿جَعَلَا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُون﴾ وقد اغتر بهذه الروايات كثير من المفسرين؛ كالإمام ابن جرير، والثعلبي، والبغوي، والقرطبي، وإن كان الأخير قد ضعَّف الروايات ولم تركن نفسه إليها واعتبرها من الإسرائيليات، وصاحب (الدر المنثور) أيضًا.
والعجيب أن إمامًا كبيرًا له في رد الموضوعات والإسرائيليات فضل غير منكور ومفسرًا متأخرًا وهو عالم عظيم هو الإمام الألوسي قد انخدع بهذه المرويات،


الصفحة التالية
Icon