بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثالث عشر(نماذج من الإسرائيليات في القصص القرآني (١١))
تابع الإسرائيليات التي وردت في قصة آدم -عليه السلام-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
كلام الإمام ابن كثير سنذكره وبنصه لنفاسته وجودته كما قال شيخنا فضيلة الدكتور محمد أبو شهبة، ولشدة الحاجة إلى كلام ابن كثير في هذا المقام قال - رحمه الله -: يذكر المفسرون هاهنا آثارًا وأحاديث سأوردها وأبين ما فيها، ثم نُتبِعُ ذلك ببيان الصحيح في ذلك -إن شاء الله- وبه الثقة. قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عمر بن إبراهيم، قال: حدثنا قتادة عن الحسن، عن سمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ولما وَلدت حواء طاف بها إبليس، وكان لا يعيش لها ولد؛ فقال: سميه عبد الحارث؛ فإنه يعيش فسمته عبد الحارث فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره".
وهكذا رواه ابن جرير عن محمد بن بشار بندار، عن عبد الصمد بن عبد الوارث به، كما رواه الترمذي في تفسير هذه الآية، عن محمد بن المثنى، عن عبد الصمد به، وقال: هذا حديث حسن غريب -يعني: انفرد به راويه- لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم.
ورواه بعضهم عن بعض الصمد ولم يرفعه -يعني: لم ينسبه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- ورواه الحاكم في مستدركه في حديث عبد الصمد مرفوعًا؛ ثم قال: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، وكلمة صحيح الإسناد من المعروف عند المحققين أنّ الحاكم متساهل في التصحيح؛ فلا يؤخذ بقوله، ولا سيما في مثل هذا، قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم في تفسيره عن أبي زرعة الرازي، عن هلال بن فياض، عن عمر بن إبراهيم به - أي: ببقية السند مرفوعًا.