فيقول: فإن لك في الجنة ما شئت وما اشتهيت، عوضًا. وقد رواها البغوي أيضًا عن طريق الثعلبي في تفسيره.
يقول شيخنا الدكتور أبو شهبة: والرواية منكرة مختلقة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي سند هذه الرواية المختلقة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابن لهيعة وهو مضعف في الحديث، وفي سندها أيضًا يزيد بن أبان الرقاشي كان ضعيفًا في الحديث، وقال فيه النسائي والحاكم أبو أحمد: إنه متروك، وقال فيه ابن حبان: كان من خيار عباد الله من البكائين بالليل، غفل عن حفظ الحديث شغلًا بالعبادة؛ حتى كان يقلبُ كلام الحسن؛ يجعله عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا تحل الرواية عنه إلا على جهة التعجب.
وقال العلامة ابن كثير في ت فسيره: وقد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم هنا حديثًا لا يصح سنده؛ لأنه من رواية يزيد الرقاشي، عن أنس -رضي الله عنه- ويزيد وإن كان من الصالحين، لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة؛ ومن ثَمّ يتبين لنا كذب رفع هذه الرواية المنكرة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نكاد نصدق ورود هذا عن المعصوم -عليه الصلاة والسلام- وإنما هي اختلاقات وأكاذيب من إسرائيليات أهل الكتاب.
وهل يشكّ مُؤمن عاقل يقر بعصمة الأنبياء في استحالة صدور هذا عن داود -عليه السلام- ثُمّ يكون على لسان من؟! على لسان من كان حريصًا على تنزيه إخوانه الأنبياء عما لا يليق بعصمتهم، وهو نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ومثل هذا التدبير السيئ والاسترسال فيه على ما رووا لو صدر من رجل من سوقة الناس وعامتهم؛ لاعتبر هذا أمرًا مستهجنًا مستقبحًا، فكيف يصدر من رسول جاء لهداية الناس، زكت نفسه وطهرت سريرته وعصمه الله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وهو الأسوة الحسنة لمن أرسل إليه؟!.


الصفحة التالية
Icon