هذه الإسرائيليات، يعلق شيخنا، يقول: استغرق ذلك من (تفسير البغوي) بضع صحائف؛ يعني هذه القصة فيها تفاسير وكلام فيه الحق والباطل والصدق والكذب، وليس عندنا ما يدل على وجه اليقين على ثبوت شيء من ذلك.
يقول شيخنا: وفي هذا الذي ذكروه الحق والباطل والصدق والكذب، ونحن في غنية عنه لما في أيدينا من القرآن والسنة، وليس في كتاب الله ما يدل على ما ذكرو هـ، ولسنا في حاجة إلى شيء من هذا في فهم القرآن وتدبره؛ أي أنَّ تفسير الآيات لا يحتاج إلى هذا الكلام، وتلك الإسرائيليات التي أكثرها باطل لا يصدق ولا يعقل، فلا تلقي إلى ذلك بالًا، وارمِ به دبر أذنيك، كما قال شيخنا الشيخ أبو شهبة؛ فإن فيه تجنيًا على من اصطفاه الله ملكًا عليهم؛ يعني الصفات التي ذكروها عن طالوت، وهو الملك الذي اصطفاه عليهم، صفات تنقيص لا تليق بمن اصطفاه الله واجتباه ملكًا عليهم.
كما أنَّ في هذه الإسرائيليات كذبًا على نبي الله داود - عليه السلام -، ويرحم الله الإمام العلامة ابن كثير، فقد أعرض عن ذكر هذه الترهات، وهذه الأباطيل، ونبه إلى أنها من الإسرائيليات، فقال في قوله تعالى: ﴿وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ﴾ (البقرة: ٢٥١)، ذكروا في الإسرائيليات أنه قتله بمقلاع كان في يده، رماه به فأصابه فقتله، حتى كلمة ابن كثير وهو يقول: ذكروا في الإسرائيليات؛ هذا يؤكد أنه من الإسرائيليات، وأن هذا أكثره مأخوذ من كتبهم التي حرفت واتهمت الأنبياء والرسل بما لا يليق بعصمتهم، " انظر (التوراة) صفر صمويل الأول، الإصحاحات ١٦، ١٧، ١٨ " ترى فيها من الأكاذيب ما نقل نصًّا في كتب التفاسير، ونحن في غنًى عن كل ذلك.
كلام ابن كثير، يقول: ذكروا في الإسرائيليات أن داود قتل جالوت بمقلاعٍ كان في يديه أصابه فقتله، وكان طالوت قد وعده إن قتل جالوت أن يزوجه ابنته،