قلت - كلام للدكتور علي رضوان -: قال عنه الذهبي في (الميزان): هذا رجل كذاب، وقال الحاكم: أحاديثه موضوعه، وأما ما ذكره أبو السعود في سبب رفع إدريس -عليه السلام- من أنه مشى يومًا في الشمس فأصابه وهجها، فسأل ربه أن يخفف ثقلها عما يحمله فاستجاب له، ولما أصبح الملك وجد من خفتها وحرها ما لا يعرف، فسأل ربه عن ذلك فقال له ربه: إن عبدي إدريس سألني تخفيف حملها عنك، فأجبته، فقال: يا رب اجعل بيننا خلة، فأذن له فرفعه إلى السماء، فلا يشك عاقل في أنه من أخبار كعب الإسرائيلية التي نقلها عن أهل الكتاب والتي لا تصح سندًا ولا مخبرًا ومن ثم فلا يسوغ نقلها ولا روايتها.
وهذا الذي ذكره أبو السعود سبقه إليه من سبقه من المفسرين؛ ابن جرير الطبري، فقد روى عن كعب الأحبار أيضًا خبرًا يتعلق بنفس السبب، ولكن بسياق آخر، قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم، عن سليمان الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يسار قال: سأل ابن عباس كعب، وأنا حاضر، قال: ما قول الله تعالى لإدريس: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾، فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه أني رافع لك كل يوم مثل عمل جميع بني آدم، فأحب أن تزداد عملًا، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال: إنَّ الله أوحى إليَّ كذا وكذا، فكلم لي ملك الموت فليؤخرني حتى أزداد عملًا، فحمله بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كانت السماء الرابعة تلقاهم ملك الموت، منحدرًا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ فقال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: العجب، بعثت، وقيل: اقبض لي روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة، وهو في الأرض؟ فقبض روحه هناك، ف ذلك قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾.. قال ابن كثير: هذا من أخبار كعب الأحبار.