فطري فكل أنت وأنا فنزلت عليهما مائدة من السماء وخبز وحوت وكرفس، فأكلا وأطعماني وصليا العصر، ثم ودعني وودعته، ثم رأيته مر على السحاب، نحو السماء.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، وقال الإمام الذهبي: بل هذا حديث موضوع، قبح الله من وضعه، ثم قال -أي الذهبي-: وما كنت أحسب ولا أجوز أن الجهل يبلغ بالحاكم أن يصحح مثل هذا. وأخلق بهذا أن يكون موضوعًا، كما قاله الإمام الحافظ الناقد البصير الإمام الذهبي، هذه القصة أيضًا لها أطراف أُخر تناولها كثير من المفسرين يمكن جمع أطرافٍ منها فيما يلي:
قال الطبري عن تسمية إلياس: هو إلياس بن ياسين بن فنحاص، ينتهي نسبه إلى هارون، أخي موسى، فهو إسرائيلي من سبط هارون، وفي (العجائب) للكرماني: أنه ذو الكفل، وعن وهبٍ أنه عمّر كما عمّر الخضر، ويبقى إلى فناء الدنيا، وسبق القول عن ابن عساكر عن الحسن أن إلياس موكل بالفيافي، والخضر موكل بالبحار -هذا اختلاف في الروايات الفيافي؛ أي: الصحاري والخضر موكل بالبحار- والجزائر وأنهما يجتمعان كل عام.
وحديث اجتماعه مع النبي - ﷺ - في الأسفار وأكله معه من مائدة نزلت عليهما - عليهما السلام - من السماء خبز وكذا وكذا، والصلاة صليا العصر معًا، هذا مما رواه الحاكم وصححه، ولكن سبق القول بأنه موضوع كما عقب شيخنا الإمام الذهبي.
قال العلامة ال ألوسي: وكل ذلك من التعمير أنه معمر، وأنه يلتقي مع الرسول وكذا، وأكل كل هذا، وما بعده لا يعول عليه. وحديث الحاكم ضعفه البيهقي، وسبق القول أن الذهبي قال: إنه موضوع قبح الله تعالى من وضعه.


الصفحة التالية
Icon