القرآن الكريم؛ فما أجمله نقف عند إجماله، ولا نخوض أو نتطفل في التفاصيل؛ فالدخول في التفاصيل لم يرد بها قرآن، ولا نقل صحيح عن رسول -صلى الله عليه وسلم.
الإسرائيليات التي وردت في قصة لوط - عليه السلام -
ننتقل إلى سيدنا لوط -عليه السلام- وبداية نبدأ بذكر نسبه -عليه الصلاة والسلام- فهو: لوط بن هاران - أخي إبراهيم - بن تارخ. آمن بإبراهيم واهتدى بهديه كما قال سبحانه: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾ (العنكبوت: ٢٦) وتبع لوط -عليه السلام- عمه إبراهيم في رحلاته فكان معه بمصر وأغدق عليه ملك مصر، كما أغدق على إبراهيم؛ فكثر ماله ومواشيه، ثم افترق من إبراهيم عن تراضٍ؛ لأن الأرض لم تتسع لمواشيهما -كلام موجود- ونزل إلى سدوم بلد في دائرة الأردن.
كان أهل هذا البلد -أهل سدوم- ذوي أخلاق سيئة رديئة، لا يستحيون من منكر يفعلونه، ولا يتعففون عن معصية يأتونها على رءوس الأشهاد، كما قال على لسان لوط -عليه السلام- وهو يعظهم وينهاهم ﴿وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ﴾ (العنكبوت: ٢٩)؛ أي: كانوا يجاهرون بالمعاصي والأخطاء التي لا يُستحي امنها.
كان أهل هذه البلد يتربصون لكل داخل لمدينتهم من التجار، يجتمعون عليه من كل صوب، ويمدون أيديهم إلى بضاعتهم يأخذ كل واحد منها شيئًا قليلًا؛ حتى لا يبقى في يده؛ فإذا جلس، جلس حزينًا وجأر بالشكوى يأتي الواحد منهم ويقول: كل هذا لأني أخذت منك الشيء اليسير دونكه - يعني خذه - فيقول: ما عسى أن ينفعني ما جئت به بعد أن ذهبت بضاعتي، اذهب عني بهذا الذي جئت به؛ فإذا انصرف جاء آخر بشيء تافه يريد رده عليه، فيتركه الرجل لزهادة ما أتى