فهذا القسم يتوقف في الحكم عليه، فلا نصدقه، ربما كان كذبًا، ولا نكذبه ربما كان حقًّا. التوقف هنا أولى لعدم وجود دليل بين يبين صدقه أو كذبه، وهذا يتفق مع منهج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما وجَّه الأمة فقال: ((لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وما أنزل إلينا)).
أسباب تفشي الإسرائيليات، وخطورتها على أمة الإسلام
أما أسباب تفشي الإسرائيليات وانتشارها، فإنها تعود إلى عدة أسباب، نلخصها فيما يلي:
فقد ساعد على انتشار الإسرائيليات هذه أمور:
أولًا: قوة الإسلام، وانتصاره، وسرعة انتشاره في أرض الله، ومدى اقتناع الناس بكتابه، وسماحة شريعته، وعدالة أهله، كل هذا أزعج أعداء الإسلام، وبخاصة اليهود، فأخذوا يدبرون له الكيد والمكر بكل سلاح وبكل وسيلة، يريدون أن يوقفوا مسيرة الإسلام المباركة، وأن يصرفوا الناس عنه، فتنوعت أساليبهم، وتعددت وسائلهم؛ ليصلوا إلى أغراضهم الدنيئة، فنفثوا سمومهم بالوضع والكذب والاختلاق والدس في المرويات الإسلامية عن رسول الله، وعن صحابته، وعن التابعين -رضي الله عنهم أجمعين-.
واليهود أصحاب ألسنة أحلى من العسل -كما يقال- هم أصحاب إعلام، لكن قلوبهم مليئة بالسواد من شدة الحقد على الإسلام وأهله، فكانوا يؤلفون القصة ويحبكونها حبكًا تامًّا، ويثيروا الفتنة والفُرقة في خبثٍ ومهارةٍ بين الناس، وينشرون ذلك بين العامة، وينسبونها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان أن تظاهر منهم نفر للدخول في الإسلام، وقلوبهم خاوية، بل تشيعوا لآل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-


الصفحة التالية
Icon