وصدورهم طاوية على الحقد على رسول الله، وعلى أهل بيته، وعلى المسلمين عامة.
هؤلاء نراهم سكبوا الدموع أسًى وحزنًا مظهرين تأثرهم بما حصل لآل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبالغوا في ذلك في تقديرهم وتقديسهم لآل البيت، فوصلوا بهم إلى أن رفعوا منزلتهم إلى مرتبة النبوة، وصوروا أبا بكر وعمر وعثمان بأنهم سطوا على حقوقهم، واعتدوا على ما لهم من حقوق، واغتصبوا الخلافة التي زعموا أنها حق لعلي وذريته من بعده، فوضعوا في ذلك أحاديث غريبة، ونسجوا قصصًا عجيبةً معظمها منتزع من أصل يهودي.
روى صاحب (العقد الفريد) عن الشعبي أنه قال لمالك بن معاوية: أحذرك الأهواء المضللة، وأحذرك شر الرافضة، فإنهم يهود هذه الأمة، يبغضون الإسلام كما يبغض اليهود الإسلام وأهله، وكما يبغض النصارى الإسلام وأهله، إنهم لم يدخلوا في الإسلام رغبةً فيه، ولا خوفًا أو رهبةً من الله، ولكن كُرهًا لأهل الإسلام وبغيًا عليهم، وقد حَرَّقهم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وذلك أن محبة الرافضة محبة لليهود، قالت اليهود: لا يكون الملك إلا في آل داود. وقالت الرافضة: لا يكون الملك إلا في آل علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه.
السبب الثاني في تفشي الإسرائيليات وانتشارها: كثرة القصاصين، القصاصون الذين يجلسون ويقصون على الناس السيرة والتاريخ والقَصص، كثر هؤلاء كثرة أزعجت علماء المسلمين، كما أزعجت بعض أولي الأمر منهم، والقصاصون -بطبيعتهم- يستميلون قلوب العامة ويستهونهم بالغرائب والعجائب والفرائد، فاختلقوا بعض القصص الباطل وروجوا البعض الذي نقلوه، وفي هذا الكثير من الإسرائيليات، والكثير من الخرافات، والكثير من الأباطيل، لكن عامة الناس تلقف هذا بجهلٍ أو بحسن نية، ولم يعلموا أن هذه من الأكاذيب.


الصفحة التالية
Icon