هاجر أقام بالمدينة عشر سنين، فعلى قول من وضع هذا الحديث يكون لفاطمة يوم مات النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين وأشهر.
وقال عنه الحافظ ابن حجر: فاطمة ولدت قبل ليلة الإسراء بالإجماع، وقال الذهبي: فاطمة ولدت قبل النبوة فضلًا عن الإسراء، كل هذا يدل على أن راوي هذا الحديث واضح كذبه، فقد ذكر ولادتها بعد التوقيت الصحيح بسنين طويلة.
سابعًا: من علامات الوضع في الحديث: أن يكون الخبر مخالفًا لسنة الله في الكون والإنسان، وذلك مثل حديث: "ابنتي فاطمة حوراءُ آدميةٌ، لم تحض ولم تطمث، وإنما سماها الله فاطمة؛ لأن الله تعالى فطمَهَا وحجبَهَا عن النار"، قال ابن عراق تعقيبًا على هذا الحديث: أخرجه الخطيب من حديث ابن عباس، وقال: ليس بثابت، وفيه غير واحد من المجهولين.
ثامنًا: أن يكون الخبر ركيكًا؛ هذه علامة من علامات الوضع الراجعة إلى متن الحديث: أن يكون الخبر ركيكًا في معناه؛ سواء اجتمعت مع ركاكة المعنى ركاكة في اللفظ أو لا، قال الحافظ ابن حجر: المدار في الركة ركة المعنى، فحينما وجدت دلت على الوضع، وإن لم ينضم إليها ركةُ اللفظ؛ لأن هذا الدين كله محاسن، والركة ترجع إلى الرداءة، أما ركاكةُ اللفظِ؛ فلا تدل على ذلك؛ لاحتمال أن يكون رواه بالمعنى؛ فغيَّرَ ألفاظه بغير فصيح.
تاسعًا: من علامات الوضع: أن يشتمل الحديث على إفراط ومبالغة في الثواب العظيم على العمل اليسير، أو اشتماله على المبالغة بالوعيد الشديد على الأمر الحقير.
وأكثر ما يكون ذلك في أخبار القصاص وحكايات المتصوفين، مثال ذلك حديث "من سمع سورة " يس " عدلت له عشرين دينارًا في سبيل الله، ومن قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف يقين، وألف نور، وألف رحمة، وألف رزق، وألفَ هداية، ونزعت منه كل غل".


الصفحة التالية
Icon