قال عنه الإمام الشوكاني: رواه الخطيب عن علي -رضي الله عنه- مرفوعًا، وهو ضعيف.
ومثال الثاني؛ أن يكون فيه وعيد شديد على العمل اليسير، حديث "من لم يداوم على أربع قبل الظهر، لم تنله شفاعتي" قال ابن عراق الدمشقي: سئل عنه الحافظ ابن حجر، فقال: لا أصل له.
ومن ذلك خبر "من أعان تارك الصلاة بلقمة، فكأنما أعان على قتل الأنبياء كلهم" قال الشوكاني: قال السيوطي في (الذيل): موضوع.
عاشرًا: من علامات الوضع: أن يكون الراوي رافضيًّا والحديث في فضائل آل البيت؛ لأن الروافض متعصبون لآل البيت، وذلك مثل حديث "خلقت أنا وعلي من نور، وكنا على يمين العرش، قبل أن يخلق آدم بألفي عام، ثم خلق الله آدم، فانقلبنا في أصلاب الرجال، ثم جعلنا في صلب عبد المطلب، ثم شق أسماء نا من اسمه، فالله محمود، وأنا محمد، والله الأعلى، وهذا علي" قال الشوكاني: هو موضوع، وضعه جعفر بن أحمد بن علي، وكان رافضيًّا وضاعًا.
وقد يعرف الوضع أيضًا، وهذا رقم حادي عشر والأخير: يعرف الوضع بقرائن في الراوي؛ وهذه الأشياء ترجع إلى الراوي أو المروي أو فيهما معًا، ومثال ذلك ما أسنده الحاكم عن سيف بن عمر التيمي، أنه قال: كنت عند سعد بن طريف فجاء ابنه من الكُتَّابِ يبكي، فقال: ما لك؟ قال: ضربني المعلم، قال: لأخزينه اليوم، الحديث الذي سبقه، فقال الحديث، حدثني عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا: "معلمو صبيانكم شراركم؛ أقلهم رحمة لليتيم، وأغلظهم على المسكين" هذا كلام واضح أنه موضوع من كلام الراوي، وسع ي د بن طريف هذا المذكور في السند، قال فيه يحي بن معين: لا يحل لأحدٍ أن يرويَ عنه، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث، وراوي القصة عنه سيفُ بن عمر، قال فيه الحاكم: اتهم بالزندقة، وهو في الرواية ساقط.


الصفحة التالية
Icon