كأن الخطاب إن أشركت أب ابكر وعمر في الخلافة، وقالوا في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ (البقرة: ٦٧) قالوا: المراد عائشة، وقالوا في قوله: ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾ (التوبة: ١٢) قالوا: هم طلحة والزبير، وقالوا في قوله: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ﴾ (الرحمن: ١٩) والآية: ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ (الرحمن: ٢٢) ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ﴾ علي وفاطمة، ﴿اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ الحسن والحسين، وقالوا: إنما وليكم في قوله: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ (المائدة: ٥٥) قالوا: هو علي.
ويذكرون الحديث الموضوع بإجماع أهل العلم، في أن عليًّا تصدق بخاتمه، وهو في الصلاة، وسنذكر ذلك فيما يستقبل -إن شاء الله.
في قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾ (البقرة: ١٥٧) قالوا: نزلت في علي لما أصيب بحمزة، ومما يقارب هذا ما ذكروه أيضًا في قوله: ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ (آل عمران: ١٧)، إن ﴿الصَّابِرِينَ﴾ رسول -صلى الله عليه وسلم- ﴿وَالصَّادِقِينَ﴾ أبو بكر ﴿وَالْقَانِتِينَ﴾ عمر، ﴿وَالْمُنْفِقِينَ﴾ عثمان ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ﴾ علي، مع أن الصفات طيبة، لكن هذا لم يرد فيه تحديد، هناك كلام كثير نغض الطرف عنه الآن، ولنعد إلى نماذج من الأحاديث الموضوعة الأخرى.
ونبدأ بأشهر ما ورد في هذا النوع من الأحاديث الموضوعة.
نقول: لا نقصدُ في ذكر الأحاديث الموضوعة في مجال التفسير، أن نستقْصِيَ كل ما ذُكِر، إنما نشير إلى نماذج منها، وعلى سبيل الإجمال ودون تفصيل، فإن الحقيقة التي لا تخفى، ولا تغيب، أننا لو أردنا استقصاء، واستقراء كل ما ورد من الأحاديث الموضوعة أو الإسرائيليات مما يسمى الدخيل والموضوعات في


الصفحة التالية
Icon