إتمامًا للفائدة وإكمالًا للبحث كان لزامًا أن نتعرض لما علمناه من الموضوعات، ونكشف عما قاله العلماء في تزييف هذه الموضوعات.
الأحاديث الموضوعة في فضائل السور والآيا ت:
وضعت أحاديث كثيرة في فضائل السور والآيات، وقصد واضعوها ترغيب الناس في قراءة القرآن، وزعموا أن في ذلك حسبة إلى الله تعالى، وهذا غلط وسوء قصد وزعم باطل؛ لأن الحديث واضح وهو قول نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: ((من كذب علي متعمد ً افليتبوأ مقعده من النار))، حديث متفق عليه.
من الأحاديث في فضائل السور حديث أبي بن كعب ولعلني ذكرته فيما مضى باختصار، هذا الحديث الطويل الذي يروى عن أبي بن كعب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضائل القرآن سورة سورة، فقد بحث مؤمل بن إسماعيل حتى وصل إلى من اعترف بوضع هذا الحديث، قال مؤمل: حدثني شيخ بهذا الحديث فقلتُ له: مَن حَدَّثَكَ بهذا؟، قال: رجل بالمدائن، وهو حي، فسرتُ إليه فقلتُ: مَن حَدَّثَكَ بهذا؟، قال: حدثني شيخ بواسط، فسرتُ إليه فقلتُ: مَن حَدَّثَكَ بهذا؟، قال: حدثني شيخ بالبصرة، فسرتُ إليه فقلتُ: مَن حَدَّثَكَ بهذا؟، فقال: حدثني شيخ بعبادان، فسرتُ إليه فأخذ بيدي فأدخلني بيتًا، فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ الذي حدثني، فقلتُ: يا شيخ مَن حَدَّثَكَ بهذا؟ فقال: لم يحدثني أحد، ولكنا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن؛ فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن الكريم.
وهذا الحديث روي من طرق كثيرة؛ روي من طريق علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن ذر بن حبيش عن أبي بن كعب، ومن طريق


الصفحة التالية
Icon