وهو في الصلاة، فطرح له خاتمَهُ وتصدق به عليه، وهو راكع، وقد حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، كما حكم عليه بالوضع أيضًا الإمام ابن تيمية، وغيره من الأئمة وأثر التشيع ظاهر عليه، وجميع أسانيده لا تخلو من ضعف وجهالة.
والمعروف عن صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- رضوان الله عليهم، أنهم ما كانوا يشتغلون في الصلاة بغيرها، بل كانوا في غاية الخشوع والاستغراق في الصلاة، والركوع هنا على معناه اللغوي؛ وهو الخشوع والخضوع، وهذا السبب ذكره ابن كثير في ت فسيره، وحكم على كل طرقِهِ بالضعفِ أو بالوضعِ؛ حيث جاء من طريق الكلبي.
إذا ما انتقلنا إلى قصة عظيمة الأثر، لها صدى واسع في كتب التفاسير، والتقطها المستشرقون ونسجوا منها خيوطًا كثيرة؛ ألا وهي قصة الغرانيق، فإن هذه القصة ذُكِرَت في كتب التفسير وغيرهَا، ولا يخفَى على عالمٍ أنها من نسجِ أعداءِ الإسلام، وأنها من الموضوعات، فسنبدأ بها.
ونقو ل: إن بعض المفسرين ذكروا في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيد * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (الحج: ٥٢ - ٥٤)، ويتعلق بهذه الآيات أيضًا ما ورد في تفسير قوله: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ (النجم: ١، ٢) إلى أن وصلنا إلى الآية: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْآخرى﴾ (النجم: ١٩، ٢٠) الآيات.
ذكر بعض المفسرين في سبب هذه الآيات ما قاله السيوطي أخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر من طرق بسند صحيح -كما زعموا- زعموا أن السند


الصفحة التالية
Icon