الله أحوج إلى تأييد المؤيدين، فهذا المقدار من خشية الناس حتى أخفى ما أخبره الله به، وهو نكاحها، وهو ما عاتبه الله عليه.
وقد صرح الله في القرآن في كلامه بالسبب الباعث على هذا الزواج فقال: ﴿لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ هذا هو التفسير الذي يتفق مع الحق والواقع، أما المستشرقون والمبشرون وأعداء الإسلام فقد نسجوا من تلك الروايات الباطلة المختلقة الواهية ثوبًا من الكذب والخيال؛ طعنًا في الدين، وطعنًا في رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم.
هيا بنا ننتقل إلى بعض الأسباب التي وردت؛ وهي ضعيفة؛ لنستكمل بذلك الموضوعات في أسباب النزول:
هناك أيضًا في قوله -جل وعلا-: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ (الإنسان: ٨، ٩) أورد غالب المفسرين في سبب نزول هذه الآية روايات عن سيدنا علي وعن الحسن والحسين؛ فقد روي عن ابن عباس: أن الحسن والحسين مرضا؛ فعادهما جدهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه أبو بكر وعمر، وعادهما من عادهما من الصحابة، جاءوا لزيارتهم فقالوا لعلي -رضي الله عنه- لو نذرت على ولديك؛ أي: تقدم نذرًا فنذر عليٌ وفاطمة وفضلة جاريةٌ كانت لهما، نذروا إن برآ -يعني: إن شفاهما الله سبحانه وتعالى- أن يصوموا ثلاثة أيام شكرًا لله، فألبس الله الغلامين ثوب العافية، فاستقرض سيدنا عليًّا ثلاثة آصع؛ أي: قدرًا من الطحين، أو من القمح، استعار ذلك من رجل يهودي شمعون الخيبري، فجاء بها فقامت السيدة فاطمة إلى صاع فطحنته، وخبزت منه خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم؛ ليفطرُوا فوقف بالباب سائل؛ السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا مسكين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا شيئًا من الطعام.
وفي اليوم الثاني جاء يتيم فأعطوه الأقراص الخمسة كذلك، وفي اليوم الثالث جاء أسيرٌ فعل مثل الأولين، وبات عليٌ وفاطمة من غير طعام، هكذا ورد الكلام،


الصفحة التالية
Icon