وربك يخلق ما يشاء مشيئته، ويختار ما كان لهم الخيرة، جعلوا "ما" في ﴿مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ هنا موصولة والبعض جعلها مصدرية؛ مع أن الواضح: أنها نافية؛ لأن المعنى يكون على أنها موصولة، أن الله يختار لهم الأمر الذي كان هو الخيرة، وعلى جعل ما مصدرية، يكون المعنى يختار اختيارهم فيه، وهذا ظاهر البطلان.
ومن أمثلة هذا النوع أيضًا: ما أورده المفسرون في تفسير قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ (يوسف: ٩٩) حيث ادعى بعضهم أن ﴿إِنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ موضعها بعد قوله تعالى: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ (يوسف: ٩٨) وهذا ظاهر الضعف والبطلان؛ ولذلك يقول الزمخشري: ومن بدع التفاسير أن قوله تعالى: ﴿إِنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ من باب التقديم والتأخير، وأن موضعها ما بعد قوله: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ في كلام يعقوب؛ أي: سوف أستغفر لكم ربي إن شاء الله، ولا أدري ما أقوله فيه وفي نظائره.
ثانيًا: ما يتعلق بمدلول اللفظ: هناك نوع آخر أورده المفسرون، وهو من اللغة الباطلة، وذلك أن تفسير القرآن بغير ما يدل عليه في لغة العرب مما ينتج عنه الخطأ في التأويل، مثال ذلك: ما جاء عن بعض أدعياء العلم في قوله -تبارك وتعالى-: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ (الإسراء: ٧١) فقد ذكروا في تفسير هذه الآية من أن كلمة إمامهم. قالوا: إن إمام جمع "إم"، أو جمع أم، وأن الناس يدعون يوم القيامة بأسماء أمهاتهم لا بآبائهم سترٌ عليهم، وهذا خطأ؛ لأن جمع أم أمهات، كما قال تعالى: ﴿وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ﴾ (النساء: ٢٣) وليس على إمام.