والمعنى الصحيح للآية: يوم ندعو كل أناس من بني آدم بمن ائتموا له من نبي، أو مقدم في الدين، أو كتاب دين، فيقال: يا أتباع فلان، يا أهل دين كذا، يا أهل كتاب كذا؛ فحملهم كلمة إمام على أنها جمع أمٍّ هذا كلام غير صحيح.
ثانيًا: وضع الكلام على غير موضعه: مثال ذلك قوله -تبارك وتعالى- ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ (البقرة: ٢٥٥) أورد بعضهم كلامًا وتفسيرًا لا يليق وغير مراد من الآية؛ فبعض المتصوفة فسروا الآية بأن معناه: "من ذل ذي يشفى عو" انظر إلى تقطيع الآية وفسروا كل كلمة بمعنى، من ذل: أي من الذل، ذي: إشارة إلى النفس، يشفى: من الشفا جواب مَن، عو: أمر من الوعي، وهذا إلحاد في آيات الله.
ولا يخفى أن من في الآية استفهامية؛ فالله -جل جلاله- في هذه الآية يذكر ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ استفهام بمعنى النفي، استفهام إنكاري، كأن الله يقول: لا أحد يشفع عند الله في الآخرة إلا بإذنه -سبحانه وتعالى- وإلا لمن ارتضى الله -سبحانه وتعالى- كما فسرت الآيات يفسر بعضها بعضًا فمن هم هنا استفهامية لا شرطية، والاستفهام إنكاري بمعنى النفي ولذا جاء الاستثناء بعده. والمقصود من الآية: بيان كبرياء الله، وعظم شأنه، وأن لا أحد يساويه، أو يدانيه؛ بحيث يستقل أن يدفع ما يريده الله دفعًا على وجه الشفاعة؛ فضلًا عن أن يستقل بدفعه عنادًا، أو مكابرة، أو مناصبة، وهذا تأييس للكفار؛ حيث زعموا أن آلهتهم شفعاء لهم عند الله -تبارك وتعالى- تفاسير (البيضاوي) و (الألوسي) و (الكشاف) وغيرهم.
مثال آخر: تفسير الآية بشيء لا يليق مع الذوق السليم، واللغة العربية الفصيحة، مثال ذلك قولهم عند الآية: ﴿وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا﴾ (الأحزاب: ٢٧) فإن