حكم رواية الإسرائيليات
هل يجوز رواية الإسرائيليات؟
نحن قسمناها إلى ثلاثة أقسام، باستعراض النصوص الشرعية الخاصة بالتحديث عن بني إسرائيل نجد أن هناك نصوصًا في القرآن والسنة تدل على المنع من الأخذ عن أهل الكتاب، كما أن هناك نصوصًا تدل على الجواز والإباحة.
نستعرض النصوص التي دلت على المنع، ثم نستعرض النصوص التي تدل على الإباحة، ثم نجمع بين الروايات، ونوفق ونستخرج من هداياتها الرأي الصحيح.
النصوص التي دلت على المنع كثيرة، منها: الآيات التي تدل على تحريفهم لكتبهم، وأفقدتنا الثقة فيها: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: ٧٥) وقوله سبحانه: ﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ (النساء: ٤٦) وقوله سبحانه: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا﴾ (الأنعام: ٩١).
وعن النصارى وحدهم قال -جل وعلا-: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ (المائدة: ١٤) وعن النصارى واليهود عنهما معًا جاءت آيات، منها قوله سبحانه: ﴿يَا أَهْل الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ (المائدة: ١٥) آيات كثيرة في هذا المعنى.


الصفحة التالية
Icon