- وقرأ الكسائي «درّيء» مثل أبي عمرو بكسر الدال مهموز. «توقد» «١» بضم التاء وفتح القاف وضم الدال مثل حمزة.
- وروى القفطي عن عبيد عن هارون عن أبي عمرو عن عاصم بن بهدلة، وعن أهل الكوفة: «توقّد» «٢» رفعا مشددة مفتوحة التاء «١».
٣ - الآية محكمة في الدلالة على أن الله تعالى نور العالم كلّه علويّه وسفليه، بمعنى منوّرة بالآيات التكوينية والتنزيلية، الدالة على وجوده ووحدانيته وسائر صفاته، والهادية إلى الحق وإلى ما به صلاح المعاش والمعاد.
٤ - وهي مثل ضربه الله للقرآن في قلب أهل الإيمان به، فقال: مثل نور الله الذي أنار به لعباده سبيل الرشاد، الذي أنزله إليهم، فآمنوا به، وصدقوا بما فيه؛ في قلوب المؤمنين، مثل كَمِشْكاةٍ وهي عمود القنديل الذي فيه الفتيلة، وذلك هو نظير الكوة التي في الحيطان التي لا منفذ لها، وإنما جعل ذلك العمود مشكاة، لأنه غير نافذ، وهو أجوف مفتوح الأعلى، فهو كالكوّة التي في الحائط، التي لا تنفذ. ثم قال: فِيها مِصْباحٌ وهو السراج، وجعل السّراج وهو المصباح مثلا لما في قلب المؤمن من القرآن والآيات المبينات، ثم قال: الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ يعني أن السّراج الذي في المشكاة في القنديل، وهو الزجاجة، وذلك مثل القرآن، يقول: القرآن الذي في قلب المؤمن الذي أنار الله قلبه في صدره. ثم مثّل الصدر في خلوصه من الكفر بالله والشك فيه، واستنارته بنور القرآن، واستضاءته بآيات ربّه المبينات، ومواعظه فيها، بالكوكب الدريّ فقال:

(١) انظر كتاب السبعة في القراءات ص (٤٥٥ - ٤٥٦)؛ لابن مجاهد. وحجة القراءات؛ لأبي زرعة (ص ٤٩٩ - ٥٠٠).
(٢) الفاعل: الزجاجة.


الصفحة التالية
Icon