وكان أبيّ بن كعب، رضي الله عنه، حدّث بموقف ابن مسعود من المعوّذتين، فردّه بما سمعوه من النّبيّ ﷺ في ذلك:
فعن زرّ بن حبيش، قال: قلت لأبيّ بن كعب: إنّ ابن مسعود كان لا يكتب المعوّذتين في مصحفه، فقال: أشهد أنّ رسول الله ﷺ أخبرني أنّ جبريل عليه السّلام قال له: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ١ فقلتها، فقال:
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ١ فقلتها، فنحن نقول ما قال النّبيّ ﷺ (١).
وأبيّ بن كعب أحد الّذين أمر النّبيّ ﷺ أن يؤخذ عنهم القرآن، وكان من المقدّمين فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإليه تنتهي بعض أسانيد
بعض القرّاء السّبعة، كنافع وابن كثير وعاصم وأبي عمرو، وهي على وفاق هذا المصحف، وفيه المعوّذتان.
_________
(١) حديث صحيح. أخرجه الشّافعي في «السّنن» (رقم: ٩٣) وأحمد (٥/ ١٣٠) والحميديّ (رقم: ٣٧٤) والبخاريّ (رقم: ٤٦٩٢، ٤٦٩٣) والطّحاويّ في «المشكل» (رقم: ١١٩) والبيهقيّ في «الكبرى» (٢/ ٣٩٤) من طريق عاصم بن بهدلة، وعبدة بن أبي لبابة، سمعا زرّ بن حبيش، به.
وأخرجه عبد الرّزّاق (رقم: ٦٠٤٠) والشّافعيّ كذلك (رقم: ٩٣) وأحمد (٥/ ١٢٩) وابن أبي شيبة (رقم: ٣٠١٩٣) وعبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (٥/ ١٢٩ - ١٣٠) والطّحاويّ (رقم: ١١٨، ١٢٠، ١٢١) وابن حبّان (رقم: ٧٩٧) من طريق عاصم، والبيهقيّ (٢/ ٣٩٣ - ٣٩٤) من طريق عبدة، به.
كما أخرجه أحمد (٥/ ١٢٩) من طريق الثّوريّ، عن الزّبير بن عديّ، عن أبي رزين، عن زرّ. قلت: وإسناده صحيح، واسم أبي رزين مسعود بن مالك الأسديّ.


الصفحة التالية
Icon