وفي هذا ما يشعر بأنّ المصاحف الخاصّة ببعض الصّحابة، كابن مسعود، ربّما تضمّنت بعض العبارات التّفسيريّة، ولم تجرّد للقرآن.
قال الإمام أبو جعفر النّحّاس بعد ذكر حديث أسماء وابن مسعود في الزّيادة في آية الزّمر: «هاتان القراءتان على التّفسير» (١).
والثّاني: أن تكون تلك الزّيادة قرآنا منسوخا، لم يعلم بنسخه بعض الصّحابة، فقرءوا بالمنسوخ، أو كتبوه في مصاحفهم.
وذلك مثل ما ورد عن أبي يونس مولى عائشة أمّ المؤمنين، أنّه قال:
أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا، ثمّ قالت: إذا بلغت هذه الآية فآذنّي: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ٢٣٨ [البقرة: ٢٣٨]، فلمّا بلغتها آذنتها، فأملت عليّ: (حافظوا على الصّلوات
والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين)، ثمّ قالت: سمعتها من رسول الله ﷺ (٢).
_________
(١) إعراب القرآن، لأبي جعفر النّحّاس (٤/ ١٦).
(٢) حديث صحيح. أخرجه مالك (رقم: ٣٦٧) قال: عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس، به.
ومن طريق مالك أخرجه: أحمد (٦/ ٧٣، ١٧٨) ومسلم (رقم: ٦٢٩) وأبو داود (رقم: ٤١٠) والتّرمذيّ (رقم: ٢٩٨٦) والنّسائيّ (رقم: ٤٧٢). قال التّرمذيّ:
«حديث حسن صحيح».


الصفحة التالية
Icon