فهذا من عائشة رضي الله عنها لعدم علمها بالنّسخ، وحفظ ذلك غيرها، فعن البراء بن عازب، رضي الله عنه، قال:
نزلت هذه الآية: (حافظوا على الصّلوات وصلاة العصر)، فقرأناها ما شاء الله، ثمّ نسخها الله، فنزلت: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى (١).
فهذان احتمالان كلاهما أو أحدهما وارد على جميع أنماط هذه الزّيادات، ولا يصحّ أن يستدرك على القرآن المحكم بما ورد عليه الشّكّ، بل رجح أنّه إمّا ليس بقرآن أو هو قرآن منسوخ.
والعجيب أنّ المعترض بمثل هذا على القرآن ممّن ينتسب إلى الإسلام هم الرّافضة الّذين يطعنون أصلا على جميع الصّحابة الّذين نقل عنهم مثل
_________
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٤/ ٣٠١) ومسلم (رقم: ٦٣٠) وأبو داود في «النّاسخ والمنسوخ» (كما في «تهذيب الكمال» ١٢/ ٥٥٧) وأبو عوانة في «مستخرجه» (١/ ٣٥٤) وأبو نعيم الأصبهانيّ في «مستخرجه» (رقم: ١٤٠٧) من طرق عن فضيل بن مرزوق، عن شقيق بن عقبة، عن البراء، به.
زاد: فقال له رجل كان مع شقيق يقال له أزهر: وهي صلاة العصر، قال: قد أخبرتك كيف نزلت، وكيف نسخها الله تعالى، والله أعلم.
قلت: فضيل بن مرزوق فيه كلام من قبل حفظه، وهو لا بأس به، وفي هذا الحديث ثقة، فقد تابعه الأسود بن قيس العبديّ على معناه.
علّقه مسلم بعد رواية فضيل، ووصله أبو عوانة (١/ ٣٥٤) وأبو نعيم في «مستخرجه» (رقم: ١٤٠٨) وإسناده صحيح.


الصفحة التالية
Icon