٦ - إمام أهل الكوفة حمزة بن حبيب الزيات
من أئمّة القراءة والفرائض والعربيّة بالكوفة، مع الدّين والصّلاح والعبادة والثّقة.
كان يقول: «ما قرأت حرفا قطّ إلّا بأثر» (١).
وشهد له بذلك الإمام سفيان الثّوريّ، فقال: «ما قرأ حرفا من كتاب الله إلّا بأثر» (٢).
وكان الثّوريّ قد عرض القرآن على حمزة أربع عرضات (٣).
وأمّا ما ورد عن بعض العلماء من كراهة قراءة حمزة؛ فجميع من روي عنه ذلك لم يسمعوا قراءة حمزة منه، وإنّما سمعوها من النّاس، إذ كانت القراءة الشّائعة في الكوفة، وكانت العامّة ربّما بالغت في الإدغام والمدّ والإمالة والهمز، فرأى بعض العلماء ذلك تكلّفا، فعابوا تلك القراءة.
قال محمّد بن الهيثم العكبريّ (وكان ضابطا لقراءة حمزة):
«واحتجّ من عاب قراءة حمزة بعبد الله بن إدريس أنّه طعن فيها، وإنّما كان سبب هذا أنّ رجلا ممّن قرأ على سليم حضر مجلس ابن إدريس عبد الله، فقرأ، فسمع ابن
_________
(١) أخرجه ابن مجاهد في «السّبعة» (ص: ٧٦) بإسناد جيّد.
(٢) أخرجه ابن مجاهد (ص: ٧٦) بإسناد جيّد.
(٣) أخرجه ابن مجاهد (ص: ٧٥) بإسناد صحيح.