الثّاني: السّلامة من المعارض الثّابت الّذي لا يقبل التّأويل.
وما روي: «من أخذ قوسا على تعليم القرآن قلّده الله قوسا من نار» فهو حديث ضعيف (١).
ولو ثبت فمحمول على خلوّ صاحبه من إرادة وجه الله بذلك العمل.
الثّالث: أنّ تعليم القرآن واجب على الكفاية، فلو ترك لتطوّع من شاء لقصّر النّاس فيه؛ لانشغالهم بطلب المعاش وسعيهم في مصالح حياتهم، فلزمهم أن يوجدوا من بينهم من يكفيهم ذلك الواجب، وهذا لا يكون إلّا بتهيئة الأسباب للقيام به، وأهمّ تلك الأسباب تفريغ المعلّمين والمقرئين والقيام بأسباب معاشهم بما لا يكونون به أدنى من أمثالهم
من أهل مجتمعهم وبيئتهم.
ومثل ذلك سائر العلوم الدّينيّة.
وعلى قارئ القرآن أن يقرأه قراءة متدبّر؛ لينتفع بتلاوته من جهتين: فهم القرآن، وهو أعظم الغايتين، واحتساب الأجر بالتّلاوة.
_________
(١) أخرجه البيهقيّ في «الكبرى» (٦/ ١٢٦) وابن عساكر في «تاريخه» (٧/ ٢٧١ و ٨/ ٤٣٧، ٤٣٨) من حديث أبي الدّرداء.
وإسناده مدلّس واه.
وروي بمعناه من حديث عبادة بن الصّامت، وأبيّ بن كعب، والطّفيل بن عمرو الدّوسيّ، وعوف بن مالك، ولا يثبت منها شيء، بل ليس فيها ما يقوّي بعضه بعضا، كما شرحت علله في «علل الحديث».


الصفحة التالية
Icon