في عشرين، ثمّ في خمس عشرة، ثمّ في سبع (١).
وهذا غير متعارض، وإنّما يزيد الرّاوي على غيره ما ليس عنده من العلم، وهذه المدد المذكورة حسن اتّباعها والوقوف عندها، فينبغي للتّالي أن يجعل ورده في يومه وليلته على اختيار مدّة منها يقسم عليها ختمته.
وكان كثير من السّلف يختارون السّبع كأدنى مدّة للختم، لقوله ﷺ لعبد الله بن عمرو: «فاقرأه في كلّ سبع، ولا تزد على ذلك».
ومعنى النّهي: لا تنزل إلى ما دون ذلك، وليس هو للتّحريم، وإنّما لبيان الأولى؛ وذلك لقوله ﷺ لعبد الله بن عمرو في نفس هذه القصّة: «لم يفقه من قرأ القرآن في أقلّ من ثلاث» (٢).
_________
(١) حديث حسن. أخرجه ابن نصر في «قيام اللّيل» (ص: ١٣٨) والنّسائيّ في «فضائل القرآن» (رقم: ٩٤) من طريق محمّد بن ثور، عن معمر، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبّه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه عبد الله بن عمرو، به. وإسناده حسن، لحسن سلسلة (عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه).
ورواه عبد الرّزّاق الصّنعانيّ عن معمر، وفي إسناده سقط، وهذا الطّريق أصحّ، فمحمّد بن ثور ثقة.
(٢) حديث صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٨٥٧٣) وأحمد (رقم: ٦٥٣٥، ٦٥٤٦، ٦٧٧٥، ٦٨١٠، ٦٨٤١) وأبو داود (رقم: ١٣٩٠، ١٣٩٤) والتّرمذيّ (رقم: ٢٩٤٩) والنّسائيّ في «فضائل القرآن» (رقم: ٩٢) وابن ماجة (رقم:
١٣٤٧) والدّارميّ (رقم: ١٤٦٤) وابن حبّان (رقم: ٧٥٨) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ٢١٦٨) من طريق قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشّخّير، عن عبد الله بن عمرو، به.
قلت: وإسناده صحيح. وقال التّرمذيّ: «حديث حسن صحيح»