وهي قصّة كذب، وثعلبة هذا مبرّأ من النّفاق، وهو من البدريّين، وقد غفر الله تعالى لأهل بدر (١).
_________
(١) قصّة ثعلبة هذه أوردتها أكثر كتب التّفسير وأسباب النّزول، ويتداولها الخطباء والوعّاظ، وقلّ جدّا من نبّه على بطلانها، مع وهاء إسنادها، ونكارة متنها من وجوه عديدة، ورأيت بعض أهل العلم الفضلاء المعاصرين قد تنبّهوا لذلك فنبّهوا عليه، وكتب بعضهم أبحاثا نافعة، من أجودها، ما كتبه الشّيخ الفاضل عداب محمود الحمش في رسالته: «ثعلبة بن حاطب المفترى عليه».
وأبيّن علّة النّقل فأقول:
أخرجها ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (رقم: ٢٢٥٣) والطّبرانيّ في «المعجم الكبير» (٨/ ٢٦٠) وابن أبي حاتم الرّازيّ في «تفسيره» (رقم: ١٠٤٠٦، ١٠٤٠٨) وابن جرير (١٠/ ١٨٩) وأبو نعيم الأصبهانيّ في «معرفة الصّحابة» (رقم: ١٣٧٥) والبيهقيّ في «دلائل النّبوة» (٥/ ٢٨٩ - ٢٩٢) وابن عبد البرّ في «الاستيعاب» (٢/ ٩١ - هامش: الإصابة) والواحديّ في «الوسيط» (٢/ ٥١٣) و «أسباب النّزول» (ص: ٢٥٢ - ٢٥٤) وعزّ الدّين ابن الأثير في «أسد الغابة» (١/ ٢٧٢ - ٢٧٣) من طرق عن معان بن رفاعة، عن عليّ بن يزيد الألهانيّ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة:
أنّ ثعلبة بن حاطب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالا، قال: «ويحك يا ثعلبة، قليل تؤدّي شكره، خير من كثير لا تطيقه»، وذكر قصّة طويلة بعضهم يختصرها، وفيها أنّ الآيات: وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ.. وما بعدها نزلت فيه.
قلت: معان هذا شاميّ ليس بالقويّ في الحديث، وشيخه عليّ بن يزيد الألهانيّ منكر الحديث متروك، حدّث بعجائب، وعليه الحمل في هذه القصّة.
وقال الذّهبيّ في حديثه هذا: «حديث منكر بمرّة» (تجريد أسماء الصّحابة:
١/ ٦٦).