جمع القرآن على عهد رسول الله ﷺ أربعة كلّهم من الأنصار:
معاذ بن جبل، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد (١).
وأمّا عبد الله بن عمرو؛ فهو صاحب سنّة التّوقيت في الختم (٢).
وهؤلاء الأعيان من الصّحابة كانوا قد تفرّغوا لأخذ القرآن والاعتناء بحفظه، والّذين أمر النّبيّ ﷺ بأخذ القرآن عنهم كانوا قد عرضوا عليه قراءتهم وعلم إتقانهم؛ ولذا زكّاهم.
وستأتي في مرحلة جمع القرآن في عهد أبي بكر الإشارة إلى كثرة من قتل من القرّاء في حرب المرتدّين ممّا يدلّ على وجود الحفظ في آخرين من الصّحابة، وجائز أن يكون عند بعضهم القرآن كلّه، مثلما وقع لهؤلاء النّفر
_________
(١) حديث صحيح. متّفق عليه: أخرجه البخاريّ (رقم: ٣٥٩٩، ٤٧١٧، ٤٧١٨) ومسلم (رقم: ٢٤٦٥).
(٢) وسيأتي ذكر حديثه في المقدّمة السّادسة (ص: ٤٩٢).
ووقع في رواية عنه أنّه جمع القرآن على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
فأخرج أحمد (رقم: ٦٥١٦، ٦٨٧٣) والنّسائيّ في «الكبرى» (رقم: ٨٠٦٤) وابن ماجة (رقم: ١٣٤٦) وابن حبّان في «صحيحه» (رقم: ٧٥٦، ٧٥٧) من طرق عن ابن جريج، قال: سمعت ابن أبي مليكة يحدّث، عن يحيى بن حكيم بن صفوان، أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: جمعت (وفي لفظ: حفظت) القرآن فقرأته في ليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّي أخشى أن يطول عليك الزّمان وأن تملّ، اقرأ به في كلّ شهر».. وذكر سائر الحديث.
قلت: وإسناده صالح، والقصّة صحيحة.