إمام الجامع. ولم يزل مقيما بها إلى أن مات سنة ثماني عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك.
ومات عبد الله بن ذكوان في شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين وكان مولده يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة، عاش تسعا وستين سنة.
ومات هشام بن عمار سنة خمس وأربعين ومائتين، وله اثنتان وتسعون سنة «١»، وقيل: إنه توفي سنة ست وأربعين ومائتين وله تسع وثمانون سنة.
وأمّا قراءة عاصم بن أبي النّجود رواية أبي بكر بن عياش عنه
- قال أبو عليّ-: فإني قرأت بها القرآن من أوله إلى خاتمته على أبي الفرج مخلد بن أحمد بن إبراهيم الشّنبوذي، وأخبرني أنّه قرأ على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه، وأخبره أنّه قرأ الحروف على القاضي أبي بكر شعيب بن أيوب بن رزيق الصّريفيني عن أبي زكريا يحيى بن آدم بن سليمان القرشي على أبي بكر بن عياش، وقرأ أبو بكر بن عياش على عاصم بن أبي النّجود.
وأما رواية حفص بن سليمان عنه،
- قال أبو عليّ-:
فإني قرأت بها القرآن من أوله إلى خاتمته على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد الطّبري ببغداد، وأخبرني أنّه قرأ على أبي بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن الفضل بن الحسن بن البختري الدّقّاق المعروف بالولي، وأخبره أنّه قرأ على أبي جعفر أحمد بن محمد بن حميد الفامي الملقب فيلا، وأخبره أنّه قرأ على أبي حفص عمرو بن الصّبّاح بن صبيح سنة سبع عشرة وثماني عشرة وتسع عشرة وعشرين ومائتين، وأخبره أنّه قرأ على أبي عمرو حفص بن سليمان بن المغيرة الغاضري البزّاز، وأخبره أنّه قرأ على عاصم بن أبي النّجود الكوفي الأسدي.
وهو أبو بكر عاصم بن أبي النّجود الكوفي الأسدي الخيّاط. واسم أبي النّجود بهدلة، وقيل عبد الله، وقيل: بهدلة اسم أمّه، والله أعلم. قرأ على أبي عبد الرّحمن عبد الله بن حبيب السّلمي، وقرأ السّلمي على عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه، وقرأ عليّ على النّبي صلى الله عليه وسلم.
وقرأ عاصم أيضا على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي، وقرأ زر على عبد الله بن مسعود، وقرأ ابن مسعود على النّبي صلى الله عليه وسلم.
وكان عاصم ذا علم وفهم وحفظ للقرآن كثير الرّواية للحديث وكان كاتبا.
توفي في طريق الشّام سنة سبع، ويقال سنة: تسع وعشرين ومائة في أيام مروان بن محمد.
واختلف في اسم أبي بكر بن عياش، فقيل: شعبة، وقيل: رؤبة، وقيل: عنترة،

(١) هذا هو التاريخ المعتمد الذي ذكره البخاري (تاريخه الكبير: ٨/ ١٩٩) وغيره.


الصفحة التالية
Icon