وقرأ حمزة أيضا على حمران بن أعين، وقرأ حمران على عبيد بن نضيلة، وقرأ عبيد على علقمة بن قيس، وقرأ علقمة على عبد الله بن مسعود، وقرأ ابن مسعود على النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وكان حمزة رحمه الله مقرئا تاجرا يجلب الزّيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجبن والجوز من حلوان إلى الكوفة. مات بحلوان سنة ست وخمسين ومائة في أيام المنصور، وله ست وسبعون سنة، وكان مولده سنة ثمانين.
ومات سليم سنة ثمان وثمانين ومائة، وله سبع وستون سنة.
ومات خلف سنة تسع وعشرين ومائتين.
ومات خلاد سنة ثلاثين «١» ومائتين.
وقال الضّبي: جلست مكان أبي المستنير في جامع مدينة المنصور بعد وفاته بثلاثة أيام سنة ثلاثين ومائتين «٢». ومات «٣» سنة إحدى وتسعين ومائتين، أقرأ إحدى وستين سنة رحمه الله.
وأما قراءة الكسائي رواية أبي عمر الدّوري عنه
- قال أبو عليّ-:
فإنّي قرأت بها القرآن من أوله إلى خاتمته على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن عبد الله بن يعقوب العجلي بالبصرة في الجامع، وأخبرني أنّه قرأ على أبي بكر أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد الشّذائي، وأخبره أنّه قرأ على أبي العباس عبد الله بن أحمد ابن الهيثم البلخي، وأخبره أنه قرأ على أبي عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدّوري، وأخبره أنّه قرأ على أبي الحسن عليّ بن حمزة الكسائي.
وأما رواية أبي الحارث عنه
- قال أبو عليّ-: فإنّي قرأت بها القرآن من أوله إلى خاتمته على أبي الحسن محمد بن عبد الرّحيم بن إسحاق بن عوّاد «٤» الأسيدي «٥» العلّاف بالبصرة في بني بهثة «٦»، وأخبرني أنّه قرأ على أبي الطّيب «٧» محمد بن عيسى بن

(١) هكذا في الأصل، وهو وهم، فالمعروف المشهور المجمع عليه أنه توفي سنة عشرين ومائتين.
(تاريخ البخاري الكبير: ٣/ ١٨٩، وتاريخه الصغير: ٢/ ٣٤١، وتاريخ الإسلام، الورقة ١٠٧ (أيا صوفيا ٣٠٠٧)، ومعرفة القراء: ١/ الترجمة ١٠٤، وغاية النهاية: ١/ الترجمة ١٢٣٨).
(٢) هكذا ذكر وفاته، مع أن ابن الجزري نقل عن الضبي وفاته سنة ٢٣١ هـ- (غاية النهاية: ١/ الترجمة ١٢٦٥). فالظاهر أن كلمة «إحدى» سقطت من النسخة.
(٣) يعني: الضبي، فهو الذي مات سنة ٢٩١ كما هو معروف في مصادر ترجمته المذكورة قبل قليل.
(٤) بالدال المهملة كما في كتب المشتبه وغاية النهاية (٢/ ١٧٠).
(٥) الاسيدي: نسبة إلى (أسيد) بطن من تميم، والمحدثون يشددون الياء في هذه النسبة، وأما النحاة فإنهم يسكنونها، كما قرره ابن الأثير في اللباب: ١/ ٦١.
(٦) بنو بهثة- بضم الباء الموحدة وسكون الهاء وبعدها الثاء المثلثة، بطن من قيس عيلان (اللباب: ١/ ١٩١).
(٧) كناه ابن الجزري: «أبا الليث» (غاية النهاية: ٢/ الترجمة ٣٣٤٢).


الصفحة التالية
Icon