وتحقيقا لرغبتهم بتدريس هذا العلم لهم، بجانب بعض مبادئ اللغة العربية، التى يحتاج القارئ إلى العلم بها فى قراءته ثم يقرأ كل منا ما تيسر من القرآن، مع مناقشته أثناء قراءته فيما يصادفه من الأحكام، تطبيقا للعلم على العمل، وقد أفادنى ذلك كثيرا وأفادهم.
فرحم الله من توفى منهم، وألحقنى به على الإيمان، ووفقنى ومن بقى منهم لخدمة القرآن، وإذ ذاك ألفت رسالة فى التجويد، ولكن لسوء الحظ فقد أصلها قبل الاستعداد لطبعها ونشرها، ثم منّ الله علىّ بعد ذلك، وبعد اجتيازى مرحلة التعليم العالى، وتخصصى فى كل من التدريس والقضاء الشرعى، ودراستى لعلوم القراءات العشر، والفواصل، وعد الآى، وتاريخ المصحف، ورسمه وضبطه، فعينت مدرسا بقسم القراءات من كلية اللغة العربية، لأظل دائما فى خدمة القرآن.
وأتيحت لى فرصة أخرى لتدريس علم التجويد، وغيره من علوم اللغة والدين، لطلاب قسم القراءات، الأمر الذى حدا بى إلى تبسيط بعض الكتب المقررة على المبتدئين منهم بعد أن وجدت بحكم الخبرة والمران عدم تناسبها مع مداركهم، ومقدار فهمهم، فألفت كتاب «القواعد النحوية فى شرح الآجرّومية»، وكتاب «الفجر الجديد فى علم التوحيد»، قبل ثلاث سنوات تقريبا من الآن، ولا يزال يدرس كل منهما لطلاب قسم القراءات، منذ تأليفه إلى هذا الحين.
ولما أن كان هذا العام المبارك، رغبت فى تدريس علم التجويد، فأجيبت رغبتى، وقمت بتدريسه فعلا على ضوء ما عندى فيه من المعلومات لا على ضوء ما وجدته بين أيدى الطلاب من كتبه التى لم أر تناسبها مع المستوى الذى ينبغى أن يكونوا عليه فى هذا العلم الجليل، إما لكونها مختصرة جدا، لا تؤدى الفائدة المرجوة منها بالنسبة إلى هؤلاء الطلاب، الذين لا يدرسون هذا العلم إلا عاما واحدا، بينما لا يعتمد فى تدريسه بمختلف المعاهد الدينية، والدول الإسلامية، إلا على من يتخرج منهم، وإما لصعوبتها واحتوائها على بعض التعبيرات المعقدة، التى لا تتلاءم مع مدى فهمهم، بالإضافة إلى ما بهذه الكتب جميعا من أمثلة لبعض الأحكام التى لا وجود لها فى القرآن.