وكان الإمام السيوطي، رحمه الله، قد جمع الروايات المنقولة عن رسول الله ﷺ في تفسير القرآن، من كتب الحديث والتفسير، في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) مرتبة على ترتيب السور في المصحف، وقد بلغ مجموعها أكثر من مائتين وخمسين رواية بقليل (١). ومن أمثلة تلك الروايات:
١ - أخرج أحمد، والترمذي وحسّنه، وابن حبان في صحيحه، عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المغضوب عليهم هم اليهود، وإن الضالين النصارى» (٢).
٢ - وأخرج الحاكم وصححه، عن أنس، أن رسول الله ﷺ سئل عن قول الله تعالى:
مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (٩٧) [آل عمران]. ما السبيل؟ قال: «الزاد والراحلة» (٣).
٣ - وأخرج أحمد، والشيخان وغيرهم، عن ابن مسعود، قال: لما نزلت هذه الآية:
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ (٨٢) [الأنعام]، شق ذلك على الناس، فقالوا: يا رسول الله، وأيّنا لا يظلم نفسه؟ قال: «إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣) [لقمان]، وإنما هو الشرك» (٤).
٤ - وأخرج مسلم وغيره، عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول وهو على المنبر: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ (٦٠) [الأنفال]، ألا وإن القوة الرّمي» (٥).
٥ - وأخرج أحمد، والترمذي، والحاكم وصححه، والنسائي، عن أبي هريرة
(٢) الإتقان ٤/ ٢١٤، وينظر: تفسير ابن كثير ١/ ٣٠.
(٣) الإتقان ٤/ ٢١٨، وتفسير ابن كثير ١/ ٣٨٦.
(٤) الإتقان ٤/ ٢٢٢، وتفسير ابن كثير ٢/ ١٥٣.
(٥) الإتقان ٤/ ٢٢٥، وتفسير ابن كثير ٢/ ٣٢٢.