د- وذكرت الرواية أسماء الذين قاموا بالعمل وهم أربعة من شباب الصحابة، زيد بن ثابت الأنصاري، كاتب الوحي للرسول ﷺ الذي كان عمره عند وصول النبي ﷺ إلى المدينة مهاجرا إحدى عشرة سنة (١). وكان معه ثلاثة من قريش هم: عبد الله بن الزبير، الذي ولد في السنة الأولى من الهجرة (٢)، وسعيد بن العاص الذي ولد عام الهجرة أيضا (٣)، وعبد الرحمن بن الحارث الذي كان عمره عشر سنين حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم. (٤) فكان هؤلاء الأربعة في سن يتمتعون فيها بالقوة البدنية والنضج العقلي الذي يتطلبه عمل كبير مثل انتساخ المصاحف.
وروى ابن سعد، وابن أبي داود، أن محمد بن سيرين قال: جمع عثمان- لمّا أراد أن يكتب المصاحف- اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبي ابن كعب وزيد بن ثابت (٥)، وكأن ابتداء الأمر كان للجماعة الأربعة الذين انتدبهم عثمان أولا، ثم احتاجوا إلى من يساعدهم في الكتابة (٦)، نظرا لكثرة المصاحف التي كان عليهم كتابتها.
هـ- لم تحدد الرواية عدد المصاحف التي كتبت، لكنها أشارت إليها بهذه العبارة «حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف أرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا» وهي عبارة تدل على أن عدد المصاحف لم يكن قليلا. وجاء في بعض الروايات أن عدد المصاحف أربعة، وفي رواية أخرى أنها سبعة،

(١) ابن عبد البر: الاستيعاب ٢/ ٥٣٧.
(٢) المصدر نفسه ٣/ ٩٠٥.
(٣) المصدر نفسه ٢/ ٦٢١.
(٤) المصدر نفسه ٢/ ٨٥٧.
(٥) الطبقات الكبرى ٣/ ٥٠٢، وكتاب المصاحف ص ٢٥.
(٦) القسطلاني: لطائف الإشارات ١/ ٦٣.


الصفحة التالية
Icon